مقلوبة بالباذنجان .. لا! مقلوبة بالزهرة .. نعم!
خالد محادين
16-03-2008 02:00 AM
التفاؤل جزء اساسي من تكويني النفسي، ويزيد هذا التفاؤل ويتعمق لدي كلما داهمت الوطن والامة كارثة سياسية او عسكرية او اقتصادية، وربما لهذا السبب بقيت على قناعاتي الراسخة في ان ما ينتظر الامة من الضوء والنصر والقدرة على النهوض هو اكبر بكثير مما تعاني منه من العتمة والهزيمة ومظاهر الخنوع.هذه المرة اشعر بصعوبة حقيقية في ان افتح باباً او نافذة او كوة صغيرة في جدار اليأس والاحباط، يمر عبره حد ادنى من التفاؤل في ان القمة العربية القادمة يمكن ان تسفر عن غير اللاشيء، وان الاجتماع والخطابات والمناقشات واوراق الصياغة لن تكون اقل سوءاً مما سبقها على امتداد الساحة العربية، واتصور احياناً عملية ترتيب القاعة المخصصة لاجتماعات القمة، فأراها مجموعة من المقاعد تتوزعها القاعة، ومجموعة من القادة والزعماء يديرون ظهورهم لظهور الآخرين، وكلاماً كثيراً لا يخلو من تعمد نرفزة البعض والتأكيد على عداء البعض!.
هذه القمة تنعقد في ظل عدم توفر حد ادنى من التطبيع العربي - العربي، ويلتقي المؤتمرون دون ان تخطر ببالهم ولو تقديم التعزية للمواطن العربي على ما آلت اليه اوضاعه السياسية والعسكرية والاقتصادية والنفسية وحتى العقلية، ولهذا، فان أي دراسة للرأي العام تتناول القمة العربية العتيدة ستؤكد ان 99% من المواطنين العرب غير معنيين بانعقاد القمة او عدم انعقادها، وصدور توصيات وقرارات وبيانات ام لم تصدر، وسيبدو منظر السيد عمرو موسى وهو يعقد مؤتمره الصحافي في ختام القمة ويتحدث عما سيدعوه بانجازات عربية، منظراً باعثاً على اليأس ولا يحترم وعي الامة او يلمح الى ما انتهت اليه امورها من فقدان للكرامة والكبرياء، ومن هوان ما بعده هوان، ومن السقوط في الجب حتى قاعه الاخير.
لا ادري كم عدد القمم العربية التي استضافتها العواصم العربية، لكنني ارى ويرى كثيرون في هذه الأمة ان قمة الخرطوم كانت اول قمة عربية وان قمة بغداد بعد زيارة الرئيس الراحل انور السادات كانت آخر قمة عربية، اما بقية القمم فقد كان الجميع داخل قاعاتها فيما عدا هذه الأمة وواقعها وطموحاتها، بل ان قمماً عقدت وزعت بياناتها الختامية قبل ان تبدأ جلساتها وان قمماً انعقدت وعندما دخل الزعماء العرب قاعة اجتماعاتهم وجدوا امامهم بياناً ختامياً جاهزا.
المتحدث باسم الخارجية الاميركية ناشد الزعماء العرب التريث والتفكير قبل ان يتخذوا قرارهم بحضور القمة القادمة، ولعل السيد شون ماكورماك قد يذهب الى ابعد من هذا ما دام الوطن العربي بات بيتاً بلا باب ولا بواب، ومن يدري فقد يأتي اليوم الذي تقرر فيه واشنطن ان نتوقف عن طبخ المقلوبة باللحم ونطبخها بالدجاج، ونتوقف عن طبخ المقلوبة بالباذنجان لا بالزهرة، وسنجد في هذا الوطن الكبير من يرحب فيه بمثل هذا القرار ويبرره بأن الولايات المتحدة اكثر ادراكاً منا بواقعنا ومصالحنا!!.
kmahadin@hotmail.com
الراي.