نعم، أطالب الحكومة بحل نقابة المعلمين قبل موعد افتتاح السنة الدراسية لأنها تنظيم مسيس، يسيء لمهنة التعليم، ويشوه سمعة مدارس الحكومة، ويمارس الابتزاز على حساب المصلحة العامة، ويستخدم الطلبة كرهائن، ويخدم جهة حزبية تضع مصلحتها فوق مصلحة الوطن.
قبل أيام أعلنت وزارة التربية والتعليم أن 324 مدرسة حكومية لم ينجح منها أحد، وأن عشرات من الذين وصلوا إلى المرحلة الثانوية ما زالوا لا يجيدون القراءة والكتابة.
هذا الفشل الذريع لمهنة التعليم لا يجوز أن يمر هكذا. والمفروض أن تكون نقابة المعلمين هي الأسبق للاعتراف بالتقصير وعمل شيء لتدارك هذه النتيجة الفضائحية.
نقابة المعلمين قررت فعلاً أن تتصرف فماذا ستفعل؟ تقول النقابة إنها ستعلن الإضراب العام وترسل الطلبة إلى الشوارع ابتداءً من اليوم الأول من افتتاح السنة الدراسية، فلها مطالب أهم من مصالح الطلبة أو القيام بالواجب المهني.
أقول هذا وأنا معلم عريق، فقد مارست المهنة تسع سنوات، وخدمت كمعلم في مدارس الحكومة في الحصن وعجلون وصمـّا والمفرق، كما عملت في مدراس خاصة بعمان.
أقول هذا وقد كنت عضواً في اللجنة التحضيرية التي أسست أول نقابة للمعلمين في الأردن قبل ستة عقود. وكانت النقابة (وحزب البعث الذي كان مسيطراً عليها) تطلب منا التطوع في العطلة الصيفية لتدريس الطلبة المكملين مجاناً لمساعدتهم في النجاح وتدارك ضعفهم وكسب ود أهاليهم، ولم تلجأ النقابة إلى الإضراب لاستخلاص مكاسب شخصية.
قلت أن النقابة مسيسة. ومن المعروف من هو التنظيم السياسي الذي يسيطر عليها ويستخدمها كأداة لإثبات الموجودية ومناكفة السلطة ولو على حساب مصلحة عشرات الآلاف من الطلبة الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالرواتب والمزايا والعلاوات التي يتقاضاها المعلمون.
التعليم أشرف مهنة على الإطلاق. وعلى المعلمين أن يكونوا عند شـرف المهنة. والمفروض ان تكون النقابة أحرص من الحكومة على مصالح الطلبة، ولكنها للأسف أحرص على تطبيق الأوامر الحزبية التي تضع مصالح الجماعة فوق مصالح الوطن.
وزارة التربية والتعليم مطالبة بالاستعداد من الآن للإضراب المشؤوم وإعداد الترتيبات اللازمة لعمل المدارس بانتظام بالرغم من الإضراب اعتماداً على المعلمين الشرفاء الذين لن يستجيبوا للإضراب والمعلمين المتقاعدين والمتطوعين الذين يحلون محل المعلمين المضربين، وأنا أولهم.
(الرأي)