تعجب للقوم او للسواد الاعظم منهم إذ يتصارعون ويتنافسون ولكن في غير ما قال الله الحق جل في علاه وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، وينسى هؤلاء ان الامر كله بيده سبحانه ، وأن الفرصة حتى وإن صادفتهم وفي ديارهم حلت فلن تعود عليهم الا بغير ما يرغبون ويتمنون إن لم يكن اساسها التقوى ومخافة الله ، وأن ضياعها هو ايضا كذلك ، فالاصل الدامغ في هذا وذاك هو القلب السليم واين نحن في هذا الزمان من قلب سليم الا من رحم ربي واسأل الله سلامة القلب لكل ذي قلب سليم .
تجلس الى الى القوم كبارا وصغارا ولا تسمع منهم الا ما تضيق له الصدور من مر الشكوى والتذمر ، فلا احد يحمد الله الا ما ندر والكل في ضنك ،الذين يملكون والذين لا يملكون جميعا يشكون وتبدو البركة وقد نزعت من كل شئ حتى الوقت وبرغم مرارته يجري سريعا خلافا للقاعدة التى تقول ان اوقات الرخاء تمر سريعا فيما اوقات الشقاء تهد الحيل لطول الامد .
ويتساءل الكل عن السر وماذا دهانا وما الذي حل بالناس حتى غدا الاحباط العام سمة تلازم الجميع ، حتى مذاق الطعام لم يعد ذلك الذي كان ، والوقت يمضي سريعا يقضم الاعمار دون إنتباه ،والناس في ضنك ومع ذلك فهم يتشاجرون ويقتل بعضهم بعضا ولاتفه الاسباب ويطلقون النار في المناسبات مع انهم جميعا يشكون منها ، وينفقون المال تبذيرا مع انهم ايضا يشكون الفقر وقلة الحيلة وضيق ذات اليد ، لا بل فأن شعوبا تباد وبسلاح إخوان لهم ومن شعبهم لا بسلاح عدو غريب اللهم الا في غزة حيث يواصل العدو القتل والدمار دون ان يرف له جفن .
ويقول قائل إن السر هو في البعد عن الله ، وفي ترك الدين نهبا لمن يفهمه خطأ فيسئ اليه من حيث يدري ولا يدري لا بل ويقدم المبرر لاعدائه لتشويهه زورا وظلما .
وهنا يتساءل بعضنا اليس في القوم رجل رشيد يعيد الامر الى نصابه ، وينهي من حياتنا نحن العرب جميعا هذا المزاج العام الظالم ويعيدنا الى جادة الحق والصواب مثلنا مثل شعوب الارض ، ام انه مكتوب علينا الشقاء ونحن على نقيضه اقدر وبه احق عطفا على ما حبانا الله من نعم مادية ومعنوية تكفي لاسعادنا نحن وشعوب الارض كافه ، ولا حول ولا قوة الا بالله .