لا يزال مهرجان "الالوان" الذي أقيم في عمان وشارك فيه المئات من الشباب ومن كلا الجنسين يثير ردود فعل واسعة ، تستهجن إقامة مثل تلك الفعاليات.
من يعتقد أن إقامة مثل تلك الفعاليات هي حرية شخصية ولا يحق لكائن من كان انتقادها فهو بالتأكيد غير محق، فهذا المهرجان أقيم في مكان عام وعلى أرض المملكة التي رواها الاباء والاجداد بدمائهم، ولم يعرفوا في حياتهم سوى طعم "البارود" لتبقى حرة وعزيزة يعيش فيها الاردنيون بكرامتهم.. ومن هنا لا يحق لمن لم يذوقوا في حياتهم سوى طعم "الكاتشاب" و"المايونيز" أن يغنموا نصرنا، ومعاناتنا، واستقلالنا ليرقصوا في تالي "الزمان" على ترابها الطاهر رقصة "البطة" !!
الحمد لله أن الرعيل الاول من رجالات الوطن ممن قدموا الارواح، والبطولات، والتضحيات من أجل أن يضمنوا لنا حياة كريمة قد ماتوا وماشافوا هالشوفة: مجموعات شبابية تتراشق الالوان فيما بينها تخليدا لتقليد "هندوسي" ، وذلك بدلا من أن "يتلصموا" ويرفعوا شارات النصر والعزة كتقليد "غزاوي" !!
في لحظات عصيبة من تاريخ الوطن أفتت دائرة الافتاء بتحريم تركيب أضواء "الزنون" على السيارات.. يا ترى ما رأي مشايخنا الاكارم فيما شاهدنا !!
قبل عدة أشهر "داخت" جماعة الاخوان المسلمين السبع "دوخات" حتى يجدوا قاعة تستقبل اجتماعهم السنوي.. مع أنهم تنظيم سياسي حاصل على رخصة رسمية لمزاولة النشاط السياسي.. بينما تتعجب كيف أن غيرهم يزاول نشاط "الهز" في أي وقت، وفي أي مكان، ومن دون تصريح، ومن دون تعقيد، ومن دون حتى إبلاغ المحافظ وذلك حسب الانظمة المعمول بها في الاردن.. فهل باتت أجهزة الدولة تشجع على "الهز" بعد أن كانت تضع العراقيل امام كل من يطالب بالاصلاح ؟!!
المشكلة لم تعد بالمدارس التي لم ينجح بها أحد، ولا بالوزارات، ولا بالسياسات، ولا بالبرلمانات، ولا بالخطط المئوية والعشرية التي لم ينجح بها أيضا أي أحد.. المشكلة تكمن كيف تجمع هؤلاء من دون علم أحد، ومن زرع في عقولهم هذا التقليد من دون أن ينتبه أحد، وكيف هزوا، ورقصوا !! فهل أصبحنا في "غفلة من الزمن" .. "هندوس" بعد ان كنّا "عقال" على الراس!
إن كنا حقيقة ننعم بالأمن والأمان وذلك بفضل أننا مجتمع محافظ.. نحمي بعضنا بعضا، ونغار على اعراض بعضنا بعضا، ونحسب حسابا لبعضنا بعضنا.. ولكن حين تنهار القيم التي تربينا عليها.. لا نستبعد أن نقتل بعضنا بعضا، .. فنصبح بعد أن كنّا "شرابين الدم" .. "شرابين سفن أب" .. وبعد ان كنا نثبت رجولتنا بثلثين الولد لخاله، بتنا نثبت رجولة الولد من "لونه" !!
(العرب اليوم)