التوجيهي لم يكن رعبا،ولا غشا، ولا احتفالات،ولم يكن اطلاقا للنار ولا العابا نارية،لايشكل شيئا لولي الامر وان شكل شيئا فهو لابنه،الام لا يتعدى دورها ان تساعد ابنها او ابنتها في ان تصحو او يصحو الفجر عند قيامها للصلاة وفي النهاية اكبر فرحة كانت انتظار النتيجة عبر المذياع .

لم يكن فصلين،اي لم تكن المعاناة مجزأة،اصلا لم يكن هناك معاناة وكان يمر مرورا عاديا،الاانه كان يشكل فرحا بسيطا ولا يتعدى حدود منزل الطالب الناجح، ورغم عدم الاهتمام فكان هناك شعور وتوجيب لابن العم او لابن الجيران الذي لم يحالفه الحظ .

اصبح التوجيهي نهج معاناة تمتد لسنوات بعد ان كان لا يتعدى سويعات فرح لناجح او حزن لمن لم يحالفه الحظ، فالتهيئة للتوجيهي صارت تاخذ ابعادا تتطور من سنة لاخرى، فمن قبل صف التوجيهي تبدا الطوارىء والاستعدادات والدروس الخصوصية وحصر حرية الطالب الى ان نصل الى المعدل وما ادراك ما المعدل والتخصص الجامعي .التهيئة للنتائج والاعلان عنها والتي حاول الوزير الحالي ان يبعد الاهتمام بها ولكن الارث الذي تراكم اصبح ثقيلا ومن الصعوبة التخلي عنه ويحتاج الى مزيد من السنوات لنتمكن من التخلي عنه ويحتاج المسؤول لدعم ولاطر جديدة في التعاطي مع قصة التوجيهي.

لا ابالغ اذا قلت ان التوجيهي اصبح لدى البعض جزءا هاما من منظومة الفساد المتشعبة في العديد من نواحي الحياة، فالغش اصبح نهجا لدى الكثيرين وان استمر سيصبح ثقافة يؤسس عليها ولكن من المستحيلات ان يستمر ذلك لان الكل سيتساوى في الفساد وعندما يتساوى الجميع ينتفي التميز ،فالذي يبحث عن الغش يبحث عن التميز الذي يحققه الطالب المثابر ومن هنا لو بقي الغش سيدا لاصبح الكل اسيادا.

لا يمكن ان يكون كل الناس فاسدين ولا يمكن ان يكون كل الناس غشاشين لان من يلجأ لهذه الحالات يسعى لان يكون استثنائيا، والاستثنائية لا يمكن ان تكون جماعية وفي حالة الغش سيصبح الرسوب او المعدل المتدني هو الاستثنائي ومن هنا جاء الوزير الحالي ليعمل على وضع الامور بنصابها الذي يجب ان يكون او كما كان في السابق.

فجر الوزيرالحالي قنابله في كل الاتجاهات ليعيد للامور نصابها لئلا تضيع الحقوق والجهود بالطرق الملتوية والغش حتى ياخذ المجتهد نصيه، فليس من المعقول ان يتساوى طالب مبدع ومتميز على مقاعد الدراسة الجامعية مع من لايجيد القراءة والكتابة وان يكون معدل الاخير متفوقا على معدل الاول.

ليغضب من يغضب لانه لم يتمكن ان يوصل ابنه او بنته بالغش، فلا يمكن ان يصح الا الصحيح ولكن اعتقد ان المهمة صعبة لان هناك كثيرا من الصحيح اصبح الغلط مكانه نهجا للحياة فنحن بحاجة الى ثقافة جديدة واطر اخلاقية وقانونية لتفعيل العقاب على كل من يتطاول على الدولة الاردنية، فمن ينتقد الاخطاء ليس هو المتطاول، فالمتطاول هو من ننتقده لانه تطاول ..ونطلب من الحكومة ان تكون كلها محمد الذنيبات كل في مجاله حتى نحمي ما يقوم به الذنيبات فهو حالة مطلوبة لمعالجة حالات اخرى من عناوين الاصلاح.
(الدستور)