صحافة الانترنتحازم مبيضين
15-03-2008 02:00 AM
يبشر البعض بأن انتشار المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت سيكون مبرراً لانحسار ملحوظ في الصحافة الورقية المطبوعة، لكن هؤلاء يتجاهلون أن ثقافة الانترنت لم تنتشر في عالمنا العربي بشكل يمكن تلك المواقع من المنافسة، سواء من حيث عدد القراء، أو من ناحية اجتذاب المعلن، الذي مايزال يفضل المطبوعة الورقية على شاشة الكمبيوتر، مع ضرورة الملاحظة، أن هذا المعلن هو الممول الحقيقي للاثنتين، إذا تجاهلنا أن هناك ممولين للصحف والمواقع، على السواء لا يستهدفون الربح المادي، بقدر ما يرضيهم تحقيق أهداف أخرى متباينة بين كل واحد منهم والآخرين.وبمتابعة بسيطة سنكتشف أن من يلجأون للشبكة العنكبوتية، إنما يفعلون ذلك لانخفاض كلفة إنشائها عن المطبوعة الورقية، وأن بعضها يسير بمحرر واحد او اثنين، إضافة إلى غياب أي شكل من أشكال الرقابة التي تفرضها بعض الدول على وسائل الاعلام فيها، ان لم تكن تلك الوسائل مملوكة للدولة، لكننا سنكتشف أن الكثير من هذه المواقع يخلو تماما من أي إعلان تجاري، وإن كان واضحا بروز الإعلان السياسي في الكثير منها، من خلال الترويج لهذا السياسي أو ذاك، أو من خلال الترويج لفكر معين. والاخطر هو المواقع التي تروج لمذهب أو دين من خلال الحط من قدر المذاهب والاديان الاخرى. المؤكد أن المواقع الإخبارية ستفوز بنصيب من سوق الإعلان التجاري، لكنني ومن خلال تجربة حقيقية أكتشف أن المعلن التجاري يبحث أولا عن الموقع الالكتروني للصحيفة الورقية التي يفضلها ليعلن فيه، رغم أن أجور الإعلان في مثل هذه المواقع تفوق كثيراً الأجر الذي تطلبه المواقع التي لاسند لها من صحيفة مطبوعة تستند على تاريخها وعدد قرائها، وإذا كان البعض يحتج بما يحدث في الدول الغربية فإن عليه انتظار انتشار الكمبيوتر وثقافة الانترنت عندنا بنفس المستوى، إضافة الى ترسخ قناعة المعلنين بجدوى نشر إعلاناتهم على المواقع الالكترونية . ما يدفع إلى الخوض في هذا الموضوع هو الانتشار السرطاني للمواقع التي من المؤسف أن بعضها يخلو من أية مهنية أو حتى اطلاع على المواقع الاخبارية الناجحة، والتي من المؤسف ايضا أن بعضها لا يختلف عن اي من المطبوعات الأسبوعية التي يعاني معظمها من قلة عدد القراء والتي تعتمد في موادها الاعلانية على طرق يصعب أن نصفها بالصحيحة والصحية، وبما يبيح لنا ابداء مخاوفنا من تحول هذه الوسيلة الاعلامية الى مجرد نقل الاسبوعيات الى يوميات الكترونية تعاني من انعدام القراء والمعلنين على حد سواء . وإذا كانت تقنية الانترنت تسمح لنا بمعرفة عدد قراء أي موضوع منشور على واحد من أقدم المواقع التي انطلقت من عمان فان المفاجأة أن العدد لم يكن ليزيد على خمسة، هذا إذا كان الموضوع شديد الأهمية، أما بقية الموضوعات فإن عدد زوارها يتراوح بين واحد واثنين، لا أعتقد أنهما غير المحرر الذي نشر الخبر، وصاحب الموقع الذي يرى واجبا عليه الاطلاع على ما هو منشور في صحيفته الالكترونية . نرحب بالمواقع الخبرية على الانترنت، لكننا نتمنى على مطلقيها الأخذ بأسباب النجاح بدل التسابق على أولوية كل واحد منهم أو ريادته لهذا النشاط الاعلامي الطارئ والممتع والذي لن يشكل في المدى المنظور منافسا للصحيفة الورقية الطاعنة في الحضور على أذواق الناس وعاداتهم
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة