مؤشرات عدة ،تؤكد هوية هذه الجماعة المنبثقة من معسكر الإعتقال الأمريكي في العراق المحتل " بوكا"،حيث كان يقبع مؤسسها المدعو أبو بكر البغدادي ،الذي آوته القوات الأمريكية فيه قيد التشكيل منذ العام 2005 حتى العام 2009،وأطلقت سراحه معززا مكرما ،ولم يلحق به أي أذى ،ولم يلاط به ،كما فعلت القوات الأمريكية مع العديد من المعتقلين العراقيين الذي رفضوا التجاوب مع المطالب الأمريكية وأقلها أن يعملوا مخبرين.
في العام 2009 أقدمت القوات الأمريكية في العراق على إطلاق سراح هذا المرتد ، ومن ثم بدأت عملية تلميعه ،حيث رأينا ماكينة الإعلام الأمريكية والغربية على حد سواء ،تطبع التصريح تلو التصريح حول البغدادي وتحذر منه ،ووصفوه بأنه أخطر "إرهابي" في العالم كما قال الجنرال الأمريكي كينج ،ورصدوا 10 ملايين دولار لمن يقبض عليه أو يدلهم على مكانه ،مع أنهم كاوا يدعون أن لديهم أجهزة تجسس وتنصت ،تكشف إن كانت النملة في شوارع موسكو ذكرا أم أنثى ،ناهيك عن أنهم إدعوا أنهم وصلوا المكان الذي كان يختبيء فيه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين،فما الذي يمنعهم يا ترى من الوصول إلى قصر الخليفة المرتد البغدادي؟
لقد أطل عليناهذا التنظيم الخارجي بمسار محدد هو الدولة الإسلامية في العراق والشام ، لكن أمريكا أتحفتنا لاحقا بخرائط مجللة بالسواد ، تبين حدود دولة داعش وتضم الإتحاد الأوروبي ومناطق آسيوية وأفريقية أخرى، إضافة إلى العالم العربي ،والأدهى من ذلك أن المرتد البغدادي حذر الأمريكيين في رسالة بعثها إليهم قال فيها :موعدنا نيويورك !!!؟؟؟؟
المؤشر الداعشي الأول هو العبث وتسهيل الحراك الداعشي ،إلى درجة أن المقاتلين الكرد مؤخرا قد إنسحبوا أمامه وفسحوا له المجال ليحتل بعضا من مناطقهم ،وأجزم أن ذلك لم يكن ليحصل ،لولا أن هناك تعليمات وصلت للكرد بذلك ،فنحن نعرف ماهية الكرد الجبليين.
أما المؤشر الثاني فهي الوثائق التي نشرها وكيل المخابرات الأمريكية السابق الهارب إلى موسكو سنودن ، والتي كشف فيها حقيقة الخليفة المرتد البغدادي وقال أنه صنيعة أمريكية بريطانية إسرائيلية وأن الموساد دربه لمدة عام على الخطابة وعلم اللاهوت ،وأن الهدف من إطلاق داعش هو خلق عدو جديد للعرب غير إسرائيل ،يشاغلهم ويبعث فيهم الرعب.
وأنا شخصيا أميل جدا لهذا الفضح الكاشف، لأن العرب وبشهادة الثعلب الماكر شيمون بيريز ،صديق الحكام العرب الحميم ،قد إعترف أن العرب لم يعودوا أعداء لإسرائيل،وحقيقة الأمر أن العرب تحالفوا مع إسرائيل وإعتمدوها وكيلا عسكريا تنفذ مقاولاتهم ضد المقاومة العربية هنا وهناك،ورغم ذلك فإنها تريد أن تبقي عليهم مهزوزين أمامها، ضعفاء بحاجة ماسة لها ،فهم حسب وجهة نظرها حاملو شيكات فقط.
المؤشر الثالث هو التغريدة التي أطلقها أحد قادة داعش ونصها :"أن الله لم يأمرنا بمقاتلة إسرائيل ."،وهذا وأيم أقوى المؤشرات التي تدلل على أن هذا التنظيم وقادته وأتباعه هم من الخوارج المرتدين عن الإسلام، حتى لو ظهروا لنا وهم يصلون أو يكبرونا ،أو حتى لو أن المرتد الأول البغدادي قد كتب على سيارته الهامر عبارة لا إله إلا الله، أو إعتلى المنبر خطيبا يوم الجمعة.
المؤشر الخامس هو ما ورد في كتاب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون ،بعنوان "كلمة السر 360"والتي قطعت فيه جهيزة قول كل خطيب ،بإعترافها أن أمريكا هي التي أنتجت داعش ليعمل على تقسيم العالم العربي ،بعد أن فشلت أمريكا نفسها في تنفيذ هذا المشروع عند إحتلالها العراق ربيع العام 2003، لأنها لم تتوقع إندلاع المقاومة العراقية التي تشرفت بأني أول صحافي عربي نشر بيانها الأول .
وفي الحقيقة أن إسرائيل هي الأخرى قد فشلت فشلا ذريعا في تنفيذ هذا المشروع إبان هجومها الفاشل على حزب الله صيف العام 2006 ،بعد أن لقنها الحزب لمدة 33 يوما درسا لن ينساه قادتها ،وقد أعلنت كلينتون آنذاك أن مشروع الشرق الأوسط الجديد قد بدأ تنفيذه .
إعترفت كلينتون طواعية أن أمريكا هي التي "باضت" داعش كي يقوم بتنفيذ مشرعها ،وهذا يعني أن أمريكا التي أدركت عجزها وعجز إسرائيل عن تنفيذ هذا المشروع ،قررت الإيعاز لهذا التنظيم المرتد أن يعبث بأمن المنطقة ،بعد أن مهدت له الطريق لأكثر من ثلاث سنوات دموية عمت الوطن العربي ، عبر ما يسمى "الربيع العربي" الذي جيرته لصالحها وأصبح الأساس لتقسيم الوطن العربي إلى دويلات عرقية ومذهبية وإثنية،وكل ذلك لخدمة إسرائيل التي أيقنت أن المجتمع الدولي بات يكثف ضغطه عليها من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل مع الفلسطينيين .
أسئلة وتساؤلات جمة تطرح نفسها وأهمها من أين يحصل الداعشيون على مركبات أمريكية الصنع خرجت لتوها من المصنع ؟ ومن زودهم بالصواريخ المضادة للطائرات؟
ما هو واضح أن من إطلع على مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير لا فرق ،يجد أن داعش ينفذ خطوات التقسيم بطريقة حرفية حيث يقوم بتطبيق ما يقول عنه مباديء الشريعة الإسلامية بمغالاة ،إذ أعدم طفلا لأنه أفطر في رمضان ،ورجم إمرأة سورية بتهمة الزنا، ويعمل حاليا على طرد مسيحيي العراق من بلدهم،وقد كتب المرتد الأول البغداي على سيارته الهامر الجديدة :إسلم تسلم ،وجئناكم بالذبح ..وإن دل هذا على شيء ، فإنه يدل على أن هذا المرتد المرتبط بالموساد والسي آي إيه ليس مسلما ،لأن الإسلام سمح يقبل التعددية ،وأن الله سبحانه وتعالى قد قالها قبل اكثر من 1400 عاما في كتابه العزيز "لكم دينكم ولي دين"،كما أن المسيحية لها مكانة خاصة عند المسلمين ،إذ أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد وصف المسيح عليه السلام بأنه إبن الخالة .
والأكثر إدانة للبغدادي بأنه مرتد أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل سورة طويلة كاملة بعنوان "مريم" ،وأن كلام الله عنها وعن إبنها المسيح عليهما السلام يفيض محبة وتقديرا لهما ،ويليق بالمخاطب بكسر الطاء وهو الله سبحانه وتعالى،والمخاطب بفتح الطاء وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والمعنيان بالأمر وهما البتول مريم وإبنها المسيح عليهما السلام.
لقد حسمها أحد قادة المرتدين الجدد ،عندما أعلن في تغريدته على التويتر أن الله لم يأمر الداعشيين بمقاتلة إسرائيل ،والواقع أن الداعشيين ليسوا مسلمين ليأمرهم الله بمقاتلة إسرائيل،وإنما هم من أتباع يهوه ...والله بريء منهم.