facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




عمّان، رائدة الحوار بين الأديان


الاب رفعت بدر
15-03-2008 02:00 AM

من جديد ، تعود عمّان رائدة للحوار الإسلامي المسيحي وصاحبة مبادراته الكبيرة . فقبل أيام أعلن في الفاتيكان، على أثر اجتماع مع ممثلين عن العالم الإسلامي، انطلاق فجر جديد للحوار تمثل بتشكيل "المنتدى الكاثوليكي- الإسلامي الدائم"، وهو ثمرة الجهود المضنية التي تبذلها "مؤسّسة آل البيت للفكر الإسلامي" التي نظمت في الماضي غير البعيد، العديد من المؤتمرات الحوارية مع المجلس البابوي للحوار بين الأديان من عام 1989 إلى 1997. وجرت تلك المؤتمرات السابقة بالتداول في الفاتيكان وعمّان.لماذا نقول انه فجر جديد؟

بدون شك توقف الحوار في سبتمبر 2006، بعد محاضرة قداسة البابا في ألمانيا. الاّ أنّ العديد من حكماء هذا الزمان قد اتبعوا، عوضاً عن الاحتجاجات الصارخة، لغة المنطق والحوار والعقلانية. فجاءت أولاً رسالة ال 38 عالماً مسلماً تجيب على المحاضرة المذكورة بالمنطق والعقل والإجابات العلمية. وفي عيد الميلاد 2007 كانت أول مبادرة لعلماء مسلمين في توجيههم رسالة تهنئة إلى المسيحيين في العالم بمناسبة العيد. وهي مبادرة غير مسبوقة وتهدف إلى تقريب المسافات بين الديانتين .

إلا أنّ الوثيقة المركزية الداعية للحوار كانت في رسالة مفتوحة موقعة من 138 عالماً مسلماً (وأصبحوا فيما بعد 222 عالما) بعنوان "كلمة سواء" ودعت رؤساء الكنائس وعلى رأسهم قداسة البابا إلى الحوار الديني الهادئ والموضوعي. فكانت دعوة إيجابية أجاب عليها البابا برسالة وقعها باسمه وزير خارجيّته الكاردينال برتوني، موجهة إلى الأمير غازي بن محمد، رئيس مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، الذي عمل شخصياً على إيصال الرسالة المفتوحة إلى الفاتيكان. وبيّن البابا أنّ الكنيسة ترحب بهذه المبادرة وتعتبرها في خط صحيح لدفع الحوار الإسلامي المسيحي إلى آفاق جديدة، ودعا إلى تكوين لجنة مصغّرة تمثل ال 138 عالماً، ليأتوا إلى الفاتيكان ويناقشوا مع مسؤولي الحوار هناك كيفية الشروع بعهد جديد من الحوار . وجاءت زيارة وفد من الفاتيكان إلى الأزهر الشريف ، لكي لا يبقى على موقفه الرسمي الرافض للشروع بحوار جديد، ومّما عزّز الحوار هنا صدور إدانة مشتركة (عن الفاتيكان والأزهر) لإعادة نشر للرسوم الدانماركية المسيئة كما لكل إساءة لأي دين .

بعض من العلماء المشاركين في اللجنة التحضيرية يتحدثون في مؤتمر صحفي في روما 5\3\2008

وبالفعل ذهب وفد مسلم إلى الفاتيكان، وأعلن عن تشكيل المنتدى المشترك بين الكنيسة الكاثوليكية والعلماء المسلمين، والخاص بتعزيز الحوار، و سيشهد شهر نوفمبر المقبل، بإذن الله أولَ المؤتمرات في الفاتيكان، بمشاركة 48 شخصا من الطرفين، وسيختتم بلقاء مع قداسة البابا. وسيصبح هذا المؤتمر سنوياً مرّة في الفاتيكان ومرّة في إحدى الدول العربية، وأوّلها الأردن. أمّا المحاور الرئيسة لهذا " المنتدى"، فهي، وكما طالب الموقعون على رسالة "كلمة سواء" "محبّة الله ومحبّة القريب"، وفيها دعوة إلى التلاقي على أسس لاهوتية مشتركة تقدّم الجوهر الصحيح لكل من المسيحية والإسلام، بدون مجاملة أو تفضيل دين على آخر. فيما أضاف إليها الفاتيكان محورَين أساسييَن هما: حقوق الإنسان والاحترام المتبادل.

أننا نعيش في هذا الوقت عصر رياح جديدة وجّهت قارب البشرية، عكس ما تريده بعض الفئات، في تسخير الدين ضمن مآرب سياسيّة متطرّفة وضيّقة، من خلال الانغلاق والتقوقع والانعزال والدعوة إلى نبذ الآخر الديني. أمّا فيما يتعلق بإنشاء لجنة الحوار المشتركة والإعلان عن مؤتمر قريب في هذا العام، فالأمور تسير باتجاه إيجابي وسيكون بإذن الله مشرقاً ومثمراً وفاعلا، في تقريب وجهات النظر بين أتباع الديانتين التوحيديتين. وكلنا فخر في أن تكون عمَّان صاحبة المبادرات الثرية والإنسانية الرقيقة ومحط أنظار العالم لتوجيه دفّة القيادات الدينية على أسس منطقية وموضوعية وهادئة، تأخذ بعين الاعتبار أنّ الاختلاف في وجهات النظر وفي العقيدة ليس عائقاً أبداً في الالتقاء والحوار والتفكير المشترك، بل هو معزّز لمحبّة الله ومحبة الإنسان.

وبعد، فقد أصدرت عمّان إلى اليوم رسالتين: الأولى في آذار 2002 عندما اجتمع العرب المسيحيون برعاية ملكية سامية وقالوا نحن "معاً للدفاع عن الأمّة" ونرفض أي وسم للإسلام بالإرهاب. والثانية في رمضان 2004، والمعروفة برسالة عمّان التي ردّت على دعاوى المتطرفين وبيّنت الصورة النقية والصحيحة للإسلام. وها هي الرسالة الثالثة في طريقها إلى الاكتمال، وهي تمثل صوتا مسيحيا ومسلما معاً يقول: نعم للحوار ولا للعزلة والافتراق.



abouna.org@gmail.com
www.abouna.org





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :