هل اصبحت حكومة الإنقاذ الوطني ضرورة للخروج من عنق الزجاجة حيث التحديات تتعاظم على الصعيد الداخلي والخارجي ، وقد اثبتت الحكومة الحالية أنها لا تملك الرؤية ولا القدرة على علاج قضايا روتينية يومية عدا عن مواجهة تحديات عظيمة على كل الأصعدة ، فلا يذكر الأردنيون أن انجازاً واحداً تحقق على يد الحكومة الحالية على العكس فكافة الملفات التي تحدثت الحكومة عن التقدم بإتجاه إنهائها تفاقمت واصبحت عصيه على الحل، واضح أن الحكومة تسير بعكس رغبات الشعب وحاجاته ومتطلباته ومنطلقاته وثوابته .

كنا نطالب المسؤولين بالتصريح للتعبير عن حالة الغضب العارم التي سادت الأوساط الأردنية على كافة الأصعدة والمستويات ولكل الفئات نتيجة العدوان السافر على شعب أعزل محاصر يتعرض للقتل والتدمير والإبادة الجماعية ، يقتل أطفاله وشيوخه ونسائه بوحشيه أمام سمع العالم وبصره وامام شريعة الغاب التي تسود المنطقة والعالم أجمع ، مورست ضده أبشع اشكال القتل الإجرام من جيش من أكثر جيوش العالم تسليحاً وامتلاكاً لآلات الهدم والدمار ، و ما أن سمعنا تصريحاتهم حتى تمنينا أنهم ظلوا صامتين فلا طعم و لا لون ولا رائحة لما يصرحون ولا أثر ولا نتائج لما يعملون تصريحات باهته لا معنى لها سوى تقزيم الوطن والإساءة إلى تاريخه وحاضره ومستقبله.

كيف يقف الأردن على الحياد ؟؟!! وكيف يكون موقف دول أوروبا وأمريكا الجنوبية أكثر صلابة وتضامناً مع الشعب الفلسطيني الشقيق و توأم الروح ؟؟!! كيف يقف الأردن موقف المتفرج مما يجري لاخواننا وأهلنا في غزة.

لم نطالب حكومتنا بتجريد الجيوش ولا بإمداد المحاصرين بالذخيرة والسلاح ؟؟!! نطالبها بإمدادهم بالدواء والغذاء اللازمين للحياة،لقد فشلت الحكومة فشلاً ذريعاً في إدارة ملفات الأزمات الداخلية وعجزت عجزاً مُريباً في إدارة الأزمات والملفات الخارجية ، ولم تحقق إنجازاً واحداً يمكن الحديث عنه خلال سنتين من الحكم راكمت فيها المديونية وزادت العجز وضيقت على المواطنين وزادت جيوب الفقر ونسب البطالة ، وأضاعت هيبة الدولة في تعاملها مع الخارجين عن القانون وانسحبت في كثير من مهامها لصالحهم ، وبهذا بات رحيل الحكومة واستبدالها بشخصيات وطنية قادرة على التعامل مع حاجات ومتطلبات ورغبات وآمال الأردنيين على أن تكون قادرة على تقديم برامج وخطط مستنده إلى أهداف قابلة للقياس وتحديد معاير لقياس مدى التقدم بإتجاه الأهداف وتفعيل دور الأجهزة والإدارات والسلطات الرقابية لمحاسبة المُقصر وبيان أوجه القصور وعلاجها في الوقت المناسب ، حكومة الإنقاذ الوطني لم تعد ترفاً فقد أصبحت ضرورة حتمية لحماية الوطن وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد ما وصلت إليه الحال.