معان تعود من جديد ما بين فترة واخرى لتسليط الاضواء عليها، من خلال حوادث الخروج عن القانون وقتل الابرياء ابناء الوطن كالشهيد نارت هاكوز ، والذي ذنبه انه ترك والديه من اجل المحافظة على امن واستقرار مدينة الشموخ والكبرياء ، والتي تغفو في حضن الجنوب هادئة مطمئنه ، اصبحت بين ليلة وضحاها تصحو مذعورة ومفزوعة على اصوات الرصاص التي تدوي في ظلمة الليل وسكونه ، وتتساءل الى متى سيبقى هذا الوضع المتردي مابين عصي قوات الدرك وحرق بعض الممتلكات العامة او حرق الاطارات ورمي الحجارة ، وغيرها من اعمال الشغب التي انهكت قوات الدرك واشغلت ابناء معان في هواجس افتعال الشغب وكيفية تنفيذه لمطالب اصبح غير مفهوم عنوانها .

ان مقتل الملازم نارت هاكوز من خلال عصبة مارقة خارج عن القانون تسعى جاهدة لزرع الفتنة وقتل الابرياء بدون اي سبب ، وانما للعربدة وزعزعت الاستقرار الامني في مدينة الخير والعطاء ، والذي نتمنى على الجهات الامنية المختصة ان تسعى جاهدة باستخدام كافة الاساليب والوسائل لتقليل مخاطر هذه الشرذمة التي لا تخاف في الوطن وابناءه لومة لائم .

والسؤال الذي يطرح دوما لماذا معان بالذات ، ولماذا يتم افتعال المشاكل والشغب بها ، ولماذا يزج بابنائها في السجون بعد ذلك ، ولماذا لا تذهب التنمية والاستقرار الى اهلها بدلاً من عصي الدرك وناقلات العسكر ، ومن ثم نخسر ابناء الوطن كشهداء .

إن ما يحدث في مدينة معان يشكل في مضمونه مشهداً لذبح الديمقراطية وتشويه صورة الاردن ، والكيفية التي يتم بها معالجة الازمات وقد اصيب من اصيب وجرح من جرح ، وبالتالي الخاسر هو الاردن، سواء كان المصابون من افراد الشرطة والدرك او المعتصمون.

من هذا المنطلق ان احتواء الازمات في الشارع الاردني لا بد وان يتناسب مع طبيعة كل ازمة وظروفها وألا يكون للتوتير والاحتقان، فهذا الوطن عزيز على جميع اهله وان الاحتقان بالشارع العام حول كثير من القضايا العامة والاصلاحات هي مطالب اساسية وما زاد من تعكير الجو العام .
وبالتالي لا بد من الاحتكام الى لغة الحوار والتسامح وسماع صوت العقلانية في الوطن وبناء جسور الثقة والتواصل لمصلحة الوطن بدلاً من ان تراق دماء ابنائه .

ولذا فاننا نتمنى من حكومتنا الموقرة ومن رئيسها العمل جاهدة وعلى ارض الواقع البحث عن اسباب تردي الوضع الامني في مدينة معان ، وان تسعى الحكومة جاهدة لوضع الحلول المناسبة لهذه المشاكل واعادة الامن والاستقرار لمدينتنا الجميلة .