خطاب مفتوح إلى دولة رئيس الوزراء
هاني العزيزي
14-03-2008 02:00 AM
دولة الرئيس
أستميح دولتكم عذرا بأن أبدا رسالتي هذه بسرد القصة القصيرة التالية : قام مواطن ألماني بمراجعة دائرة البريد في منطقة سكناه لأمر ما ، وقد خاطبه الموظف الذي تعامل معه بالقول بما ترجمته بالعربية " حضرتك " فما كان من المواطن إلا أن اشتكى لإدارة البريد في ولايته ، إذ أن من تقاليد تلك البلاد أن يخاطب المواطن بالقول بما ترجمته بالعربية " حضرتكم " أي يخاطب بصيغة الجمع تكريما له ، لأنه مواطن محترم في بلد يحترم رعاياه قولا وفعلا . وكان أن تلقى المواطن رسالة اعتذار من وزارة البريد الألمانية بسبب فعلة الموظف بحقه ، وإعلام المواطن بالقرار الذي اتخذته والذي ستعقد فيه الوزارة بموجبه دورات في العلاقات العامة والتعامل مع الجمهور . دولة الرئيس
أكاد أتم الـ 62 عاما من عمري ، وحصلت على شهادتي الجامعية منذ 39 عاما ، وأنا رب أسرة وزوج وأب وجدّ ، ومع ذلك لا يزال معظم - ولا أريد القول كل - موظف أتعامل معه يصر على مخاطبتي باسمي المجرد دون لفظ احترام لائق [ أستاذ ، حاج ، عم ، خال .. ] في حين لا أستطيع أنا وغيرى مخاطبة أي موظف مهما كان عمره أو درجته إلا بلقب أو لفظ تعظيم يسبق اسمه [ سيدي ، عطوفتك ، بيك ، أفندي ، أستاذ ، حضرتك ، سعادتك .. ] . لماذا لا يوقر صغيرنا كبيرنا ؟ لماذا علينا أن نحترم من لا يحترمنا ؟ . كنت منذ أيام في إحدى الدوائر الحكومية لأمر رسمي ، وكان جلّ الموظفين في عُمر أولادي ، ومع ذلك كان خطابهم لي باسمي الأول مجردا كنداء أب لطفله الصغير ، إضافة لأمور أخرى فيها من الغرائب والعجائب ما فيها ..
دولة الرئيس
أتمنى على دولتكم إصدار أمر تلزم فيه الجهات الرسمية بمخاطبة جميع المواطنين دون استثناء بلفظ " السيد " للذكور و " السيدة " للإناث مهما كان الموقف ومهما كانت السن ، ولنا في مؤسسات خاصة كالبنوك المحلية على سبيل المثال الأسوة الحسنة .
haniazizi@yahoo.com