الاردن ومنظمة هيومن رايتس
شحاده أبو بقر
05-08-2014 04:16 AM
لا يثير الاستهجان وحسب لا بل والسخط كذلك التشهير المرتقب لمنظمة هيومن رايتس العتيدة بالاردن على خلفية ما تدعيه من تعامله مع الاخوة الفلسطينيين اللاجئين في سورية الشقيقه، ففي الوقت الذي كنا نتوقع فيه ان تفرد المنظمة المذكورة فصلا خاصا في تقريرها تعبر فيه عن شكرها وشكر العالم كله للاردن لاستضافته مئات الآلاف من اللاجئين من سورية وعلى حساب قوت شعبه وامنه وقدراته الاقتصادية المتواضعة اصلا وبنيته التحتية ، ها هي المنظمة العتيدة تتعمد انتقاد الاردن بدل ان تقر بفضله وبدل ان تحث العالم على النهوض بواجبه في دعم الاردن لتمكينه من مواصلة استضافة هؤلاء الاخوة الذين فروا من أتون حرب مستمره في بلدهم منذ ثلاث سنوات .
يبدو ان هذه المنظمة التي نعرف من يفتري لها المعلومات لا ترى في الاقليم كله وكما اشار دولة رئيس الوزراء الا الاردن ، وبالتالي فهو وحده ودون سائر دول الاقليم وربما الكوكب مطالب بفتح حدوده واستيعاب كل مخرجات الصراع والحروب في هذا العالم ، وهو كذلك مطالب بأن يوفر لهؤلا كل متطلبات العيش وليس مطلوبا من احد سواه ان يفعل شيئا في هذا الاتجاه .
تنسى هيومن رايتس لا بل وتتناسى هي ومن يزودونها ان الاردن هواكبر بلد في العالم من حيث اعداد ونسب استضافة اللاجئين ليس منذ اليوم وإنما منذ عقود لم تكن فيها قد رأت النور بعد هي ومصادرها غير المنصفه، فالناس الموجودون على الارض الاردنية هذا الآوان اكثر من نصفهم لاجئون ووافدون ، ومع ذلك فلم تكلف هذه المنظمة المراقبة لحقوق الانسان في العالم نفسها مجرد الاشارة ولو مرة واحدة الى حجم معاناة الاردن الدولة والانسان جراء ملفات اللاجئين التي تتفجر في وجه حكومته وشعبه كلما اراد احد ممارسة نزواته بحق المنطقة والاقليم .
يليق بهيومن رايتس ان تتعاطف مع حقوق الانسان الاردني في الغذاء والماء والكساء والهواء وفرص العمل والامن عندما يجد نفسه مضطرا لأن يتقاسم هذه جميعا وسواها مع اخوانه وضيوفه اللاجئين وعن طيب خاطر ودونما منة على احد ، او على الاقل ان تقر ومن باب فضيلة الانصاف التي تضيع في هذا الزمان بفضل الاردن المحدودة موارده وامكاناته في استيعاب جميع موجات اللاجئين التي شهدتها المنطقة حتى دون ان يحظى باقل عون من دول الارض، كما لو كان الاردن ووحيدا هو الحاضنة التي يجب ان تتحمل وزر اللجوء في الاقليم كله ، ولن نستغرب ابدا فيما لو طالعتنا هيومن رايتس ووكلاؤها بلوم الاردن لتقصيره في استضافة لاجئي القارات الخمس ، ونعذرها في ذلك فمنذ تأسيسها وحتى اليوم ظل الاردن البلد الوحيد الحاضر في ذهنها كلما تفجرت قضية لجوء ايا كان زمانها ومكانها .
ليس جديدا ابدا ان يكون الاردن المظلوم الوحيد بين دول المنطقه . فلقد صارهذا قدرا أردنيا منذ عقود طويلة ، فهناك من يتبرع بتزوير الحقائق دوما ليبادر بالتباكي امام المنظمات العالمية على حقوق الآخرين جراء تقاعس الاردن إن لم يكن ظلمه وتعسفه ، فالاردن لا يدافع عن نفسه في مواجهة الافتراء على كثرته ، ولهذا يستمرئ الكثيرون إتهامه والتشهير به وبعضهم حتى عندما تعوزه الحاجة لخبر او معلومة يعتاش منها يجد ضالته في فبركة شئ من هذا بحق الاردن ما دام يأمن العقاب .
نطالب الحكومة بمقاضاة كل من يفتري على الاردن شخصا كان او حتى مؤسسه، ففي هذا الزمان بالذات لم يعد السكوت على الأذى فضيلة ابدا ، ولا بد للحقيقة من ان تتسيد ، ولا بد للزيف ان يتعرى وأن يعاقب بما يستحق قانونا ، فليس عدلا ان يئن شعبنا كله تحت وطأة اللجوء الضاغط والقاسي ومع ذلك لا يشكر ولا يقدر ولا يلقى عونا من احد لا بل ويلقى عليه باللائمة ظلما وإدعاء، إما نتاجا لحقد اسود لا تقوى فيه ، او لرغبة في التسليه ، والله من وراء القصد .