تسير الامة العربية للتقسيم في ما يعرف بسايكس بيكو الثانية التي تعمل على تقسيم الامة الى 64 دولة , حيث بدأ التقسيم ظاهرا للعيان في العراق لتقسيمه الى ثلاثة دول عرقية هي كردية وشيعية وسنية , وتستمر الامورفي سوريا لتفتيتها وتقسيمها أيضا .
كما هو واضح ما تم بالسودان وما يهدد ليبيا واليمن من صراعات ستنتهي به للتقسيم .
يقول كيسنجر ثعلب الصهيونية العالمية في مقابلة مع صحيفة نيويوركر الامريكية التي اجرتها الصحفية البولندية نتاليا السكونوف : ان ثورة سوريا اصبحت منذ اب 2011 حرب عالمية ثالثة بين الصين وروسيا والهند من جهة ونحن وحلفاؤنا من جهة اخرى ,لان سوريا الان اصبحت مركز الاسلام المعتدل في العالم هو ذات الاسلام المعتدل الذي كاد ينتصر عام 1973 لولا تدخلنا مع حلفائنا بالمنطقة, كما ان سوريا بنفس الوقت مركز المسيحية العالمية , ولا بد من تدمير مئات البنى العمرانية المسيحية وتهجير المسيحيين منها وهنا لب الصراع مع موسكو, فروسيا واوروبا الشرقية تدين بالاورثوذوكسية وهي تابعة دينيا لسوريا وهذا سر من اسرار روسيا
لذا لا بد من تقسيم سوريا وحرقها من الداخل .
اذا لم يتفق العرب على ايجاد العمل العربي المشترك لمواجهة المخطط الغربي , فان التقسيم وارد لا محالة وذلك في ظل محاولات تفكيك مؤسسات الدولة الوطنية لتصل الدول العربية لحال الصومال , واشتعال القتال بين ابناء الوطن الواحد الذي انقسم بمؤامرة غربية لتنفيذ ماربها ومصالحها , ولا بد من الحفاظ على الامن القومي العربي بأحياء العمل العربي المشترك بحيث تساهم به كل الدول العربية للحفاظ على وحدة اراضيها وسلامة شعوبها من الاقتتال الطائفي والعرقي والمذهبي .
لقد كان اخطر ما واجهته الامة العربية بعد نكسة 67 هو اكتشاف جوانب في تلك الكارثة ترجع الى بقايا مراحل التخلف الحضاري والتي جاءت وليدة رواسب الماضي وما صاحبها من مؤامرات الاستعمار والصهيونية على مسيرة التقدم العربي وجهاده .
اندفع العرب للتفتيش عن اسباب النكبة وجاءت اول الاسباب هي اهمية العلم والتقدم التكنولوجي في ادوات القتال وأجهزة الدولة باعتبارهما مظهرين من مظاهر الحضارة او نتاجا من منجزات الحضارة .وانتهى امر الباحثين الى اعادة تقويم الحضارة وتلمس السبل لكسر حلقة الحصار الحضاري الذي فرضه العدو بعد نكسة 67 .
خلال هذا التقويم تكالبت على الامة العربية كل القوى المعادية للتقدم الانساني , واستهدفت هذه القوى ان تبقى دائما متفوقة على الامة العربية, وان يظل بينها وبين ابناء العالم العربي فارق مئات الاعوام , وذلك من خلال الكتابات والمقالات والدراسات والاعلام التي مصدرها الصهاينة وانصارهم ولوبياتهم في الغرب .تعبر جميعها عن نظرة حضارية متعصبة , وتروج لأفكار غريبة ومنحرفة وغير صادقة عن ماضي الامة العربية وحاضرها وتنذر كذلك بسوء مستقبلها .
استهدف كل ذلك قتل الروح المعنوية عند ابناء الامة العربية وذلك لان قادة اسرائيل كانوا يخشون رغم انتصارهم في 67 عودة الحضارة العربية للازدهار , لان تلك الحضارة كفيلة بهدم كل انتصار حربي يحصلون عليه , وكشف عن هذه الحقيقة ( مناحيم بيغن ) حين قال للاسرائيليين ينبغي الاتستكين اسرائيلكم حتى تقتلوا اعداءكم ولا تاخذوا بهم شفقة حتى تدمروا الحضارة العربية , ونقيم على اطلالها حضارتنا وعزز ( ايجال الون ) هذا القول حين قال من الجوهري لتحقيق السلام , انتزاع الامل الواهم في النصر من عقول العرب مرة والى الابد .
عادت (جولدا مائير ) الى تاييد هذه النظرة الاسرائيلية حين قالت ان الحدود الامنة التي يمكن الدفاع عنها وبسهولة هي عبارة عن الخط الذي يمكننا من جعل العرب يتنازلون عن الرغبة في استئناف الحرب .كما وضعت يدها على قلبها حين احرقوا المسجد الاقصى وقالت لن يطلع علينا الصباح الا وسيهاجمنا العالم الاسلامي كله من كل جانب لما للمسجد الاقصى من قيمة معنوية لهم كلهم, وعندما اصبح الصباح ولم يتحرك احد علمت انهم نيام لا يتحركون .
ها هم يطبقون كل يوم ما يخططون له ويدمرون غزة ويحرقون اطفالها ويهدمون البيوت والمنشات في شهر رمضان المبارك والامة العربية في سبات عميق .
حيث يبلغ عدد سكان قطاع غزة كله حوالي مليونا نسمة بمساحة 300 كم2 بينما تبلغ مساحة مدينة غزة 56 كم2 وهي من اكثر مدن العالم كثافة للسكان .
لا يمكن ان تقوم لنا قائمة دون تكاتفنا ودون وحدتنا .
لدينا الامكانات الضخمة حيث دخلنا القومي السنوي 1 تريليون دولار وان 5% منه لا تبقي فقيرا دخله اليومي يقل عن دولارين في عالمنا العربي وهؤلاء الفقراء يقدرون بسبعين مليون شخص .
بامكاننا بواسطة علمائنا الكثر ان نطور امكانياتنا ونقويها بحيث لا يستطيع احد العبث بها او الاعتداء عليها .
فلنعمل على التجميع ونبتعد عن الشرذمة والفرقة ونبعد الاعداء عنا ونقرأ جيدا تاريخنا المجيد وننظر لمصالحنا دون املاء من احد علينا حتى تسير القافلة ونصل لمبتغانا بامان وسلام .