الذكرى الثامنة لرحيل الشريف القاضي مصطفى المفتــي
04-08-2014 01:33 PM
عمون- في السادس من شهر آب 2006م فجعت الأسرة الأردنية برحيل فضيلة الشريف القاضي مصطفى ضرار المفتي رحمه الله تعالى إثر حادث سير مؤلم.. وودعه الجميع وهو في أوج عطائه وربيع حياته المفعم بالعمل والعطاء والتفاني..
يذكر أن الفقيد كان رئيسا لعدد من المحاكم الشرعية في عمان والزرقاء والكرك وآخر منصب شغله كان رئيسا لمحكمة الرصيفة الشرعية. وكان الفقيد شخصية دينية ووجها إعلاميا بارزا قدم الكثير لمجتمعه وأمته وكرّس حياته للدعوة والوطن. وله إسهامات ومشاركات في العمل العام إذ كان خطيبا ومدرسا في عدد من مساجد عمان الكبرى ومحاضرا في مادة قانون الأحوال الشخصية في عدد من المعاهد والجامعات الاردنية ومعدا ومقدما لعدد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية ومشاركا في عدد من الندوات العلمية وكاتبا لعدد من المقالات في الصحف المحلية ومشاركا في إعداد التشريعات والقوانين المتعلقة بالمحاكم الشرعية.
قالوا في الفقيد :
ماهر الشيشاني : رحم الله فضيلته..فعلا والله لقد فقدنا عالما فقيها رحمك الله والله نقولها كل ما تذكرناك نحن وكل من عرفك لأنك ملكتنا بخلقك وعلمك ودينك غفر الله ذنبك وجعلك مع الأنبياء والصديقين والشهداء.
خالد مقدادي:... عرفت هذا القاضي الخلوق الأديب..كنت قد راجعته في محكمة عمان الغربية في شارع خرفان..وكانت معاملتي تحتاج إلى أسبوع من الإنجاز..بعد مراجعتي لعدد من المحاكم الشرعية..فبسط هذا الشيخ الجليل إجراءات المعاملة في نصف ساعة واحدة..وضمن القانون..والعجيب في الأمر أنني لم أوسط له أحدا من معارفه..ولقد نظر رحمه الله تعالى إلى موضوعنا بإنسانية وأخلاقه التي كلما أتذكره أترحم عليه...ولما قرأت نعي شيخنا في الجريدة بكيت والله بحرقة..وقلت في نفسي الأخيار يرحلون أولا.يا أيها الأخوة والله الذي لا إله إلا هو لا تربطني أي علاقة بهذا الإنسان الذي لم يعرفه أحد أو تعامل معه إلا أحبه..جمعنا الله بك يا شيخنا في مستقر رحمته..وندعو الله أن يلهم أهله وأبناءه وأحبابه وأصدقاءه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون
الدكتور عاصم سويد: أشهد الله رب العالمين الذي رفع السماء بغير عمد انه لم يمض يوم واحد منذ تاريخ فراق الشيخ عنا 6/8/2006م الا وأتذكره، ولم أجلس مجلسا يتعلق بالقضاء وعمل المحاكم والدعوة الى الله والبرامج الدينية التي كان فضيلة الشيخ يقدمهاالا أثنيت عليه خيرا وشهدت له بأخلاقه وصفاته الحميدة فهذه سنة الله عز وجل ولكن عزاؤنا انّ ابا عمر رحمه الله كان عنوانا في الانسانية علاوة على كونه قاضيا نزيها وعالما جليلا،فاذا غاب جسده عنا خلف التراب، فإن روحه المغعمة بالقيم تبقى مطلة من عليائها، وان مكانته ستبقى في قلبي لن يشغلها احد سواه، وسابقي ادعو الله عز وجل له الرحمة والمغفرة كدعائي لوالدي ولاقرب الناس اليّ، حتى اسير الى ما سار اليه، وعزاؤنا في السمعة الطيبة، والأثر الطيب الذي تركه، والبذرة الصالحة التي غرسها، والنشىء الطيب الي رباه. سائلا المولى سبحانه ان يتغمده بواسع رحمته ورضوانه وان يجمعنا به في مستقر رحمته مع اولائك الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.
جميل عودة: دمعة وفاء على من أحببناه وفقدناه .. حزنا على فراق هذا الرجل لأننا نعيش في زمن عزّ فيه الرجال، وعزّت فيه كلمة الحق، ما كان ذكرك يا أبا عمر ليزولا.. مضى ومرّ علينا عام حزين وقاس وصعب... لقد جمعت الكثيرين على حبك.. أحبوك لصدقك و أمانتك و علمك و تواضعك..لذا كان المصاب على القلوب جليلا.. الصغير قبل الكبير أحبوا فيه السنين القليلة التي عاشها بينهم.. ستظل روحك يا شيخنا في الطريق دليلا.. كان رحيله فاجعة لا عزاء فيها تهز اركان النفس.. نبكي فتى كان الجميع يعـــــده رجلا، وإن كان الرجال قليلا. خسرنا جميعا انساناً بكل ما ترمز إليه الكلمة.. كان وفياً لعلاقاته ودوداً في تعامله حسن المعشر لطيف المؤانسة
صعب علينا أن نرى بدرا هــوى ونرى التراب على سناه مهيلا
صعب علينا أن يباعد بيننـا هذا التراب فلا نراه طويلا
اللهم فقيدنا الشيخ مصطفى احسن لقاءه.. وطيب روحه.. ووسع مدخله.. وأعلٍ في الصالحين مقامه.
عيسى العبد: رحل صاحب القلب الحنون والابتسامة المشرقة .. رحل من ترك بصماته في خدمة كل من قصده ، وكان شيخنا بالإضافة إلي أعماله في المحاكم الشرعية، والمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه، كان حريصاً على نفع الناس بالتعليم والفتوى وقضاء حوائجهم ليلاً ونهاراً قدر استطاعته ، كان يجيب على أسئلة المستفتين، ومشاكل العامة، سواء بمقر عمله، أو في بيته أو على هاتفه الذي يكاد لا يُغلق طيلة يومه، شاهدت من فقيدنا مواقف لا تنسى في الدفاع عن المستضعفين والمظلومين.. لقد ترك هذا الشيخ الشاب الجليل فراغاً لا يسده كل أحد.. ترك ثلمة ستبقى إلى أن يشاء الله تعالى.. وما زالت كلماته الطيبة ونصائحه القيمة تقرع سمعي و تترد في أذني. وتميز الشيخ رحمه الله بعلاقاته الاجتماعية الكبيرة مع الكثير من طبقات المجتمع الأردني. وتميز باتباعه أسلوباً متميزاً في الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة وتقديمه مثلاً حياً لمنهج المسلم المعاصر فكراً وسلوكاً. وكان بوجهه البشوش اجتماعياً يخالط الناس ويؤثر فيهم ويدخل السرور إلى قلوبهم ترى السعادة تعلو محياه وهو يلقي دروسه ومحاضراته - رحمه الله تعالى - . إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، وإنا لله وإنا اليه راجعون..عوضنا الله بأمثال الشيخ مصطفى المفتي خيرا.. وأسكنه الله تعالى في عليين.. والله يتولى عائلته بالصبر والسلوان.
جعفر نصار: رحلت عنا يا أبا عمر بجسدك لكن روحك ستبقى ترفرف بيننا...رحلت عنا لكنك في قلوبنا.. رحلتِ عنا ولكن بقيت ذكراك تعطّر أنفاس المكان ..رحلت عنا .. ولكن لا تزال كلماتك تتردد في صدى القلب والوجدان .. رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك الفردوس الأعلى وجزاك خير ما يجزي العلماء العاملين والدعاة الصادقين والقضاة العادلين. نسأل الله أن يتقبله في عباده الصالحين وأن يخلفه في أهله وذريته بخير ما يخلف به العلماء العاملين والدعاة الربانيين، سلام عليك أبا عمر في الأولين والآخرين وإلى أن نلقاك في الفردوس الأعلى بإذن الله على سرر متقابلين.
سعيد محمـــد التميمــــي :
تعود بي الذاكرة إلى عام 2001م حيث استدعيت خبيرا في قضية في محكمة ماركا التي كان يرأسها سماحة الشيخ المرحوم مصطفى المفتي..وكنت أراقب هذا القاضي الشاب في حزمه وجرأته وطلاقة لسانه..وإنسانيته ولينه ودماثة خلقه..فقلت في نفسي : كيف استطاع فضيلته أن يجمع بين هذه الصفات ..بين اللين والحزم..بين تطبيق القانون وروح القانون ..واستطاع رحمه الله أن يفصل في القضية في تلك الجلسة بين الأطراف والخصوم وأن يجمع بينهم وأن يخرجوا من المحكمة متصالحين متحابين..ولعل هذا يكون في ميزان حسناته عند رب العالمين..كما شاءت الأقدار أن أصلي خلف شيخنا في صلاة عيد الأضحى المبارك في مصلى ملعب نادي السباق الملكي الذي جمع أكثر من عشرة آلاف مصل على مد بصرك في كل الاتجاهات..حيث أغلقت المساجد في تلك المنطقة وتوجه الجميع إلى المصلى..ووقف الشيخ القاضي رحمه الله خطيبا في هذه الجماهير المؤمنة المحتشدة وقد ارتجل خطبة رائعة مؤثرة معبرة.
ذرفت الدموع وأبكت القلوب ..تحدث يومها رحمه الله عن أهم قضايا الساعة في جرأة وشجاعة وفي حماس وفراسة وقدرة على التحليل.وتبسيط العرض. فكان لسان أمته المعبر وترجمانها المؤثر..وقلبها النابض ..يعيش واقع الأمة وهمومها وآلامها وآمالها. شعرت حينها بإخلاص هذا الرجل الفذ..الذي أعتقد جازما أنه برحيله ترك فراغا في مؤسسة القضاء الشرعي.
أسأل الله تعالى أن يعوض أهله وبلده وأمته مثله أو خيرا منه..عليك رحمات ربي أخي أبا عمر وغفر الله لك وأثابك ووسع عليك في جنات النعيم وحشرك في زمرة المتقين.