• بقلم / فيصل الحمود المالك الصباح
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز " قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ " صدق الله العظيم
وما زال في الافق الفلسطيني متسع ، لاضافة قصص جديدة ، عنوانها الدم والبطولة ، تتوارثها الاجيال ، منذ البدء في تدوين تاريخ الكنعانيين ، حتى صمود الغزيين ، واصرارهم على التمسك بحقهم ، في الحياة والكرامة ، رغم صلف الغزاة ، وهمجية آلة الحرب والدمار .
بقاء الفلسطيني على الخارطة ، محكوم بقدرته على التضحية ، ومواجهة اقسى الظروف ، ليكون مثلا ، في التعايش مع الكوارث ، وابداع اشكال من التحدي والصمود عز نظيرها .
كان على الدوام صانع اسطورة ، لا يغادرها ، لذلك بقيت اسطورته ممتدة ، منذ مئات السنين ، متجددة مع العصور .
وفي الاسطورة الفلسطينية ، التي لا تنتهي ، لا يستطيع المرء ، الا ان يبقى ، داخل الاطار ، جزء من الصورة ، فهي تعبير عن النزوع ، نحو قيم الحرية والعدالة ، ورفض الحاق الظلم ببني البشر .
عبثا تحاول وسائل الاعلام ، اختصار غزة ، حين تتحدث عن شريط حدودي ، مكتظ بالسكان يحاذي البحر ، فهي الملاذ الفلسطيني ، حين شحت الملاذات ، العين التي تقاوم المخرز ، و الجفن الذي يحمي الحلم من الضياع .
تعاند غزة الحصار والتجويع ، لتعيد اكثر القضايا عدالة ، الى واجهة مشهد ، اصابه الموت المجاني بالبلادة ، وتفتح فضاء كونيا جديدا ، امام الفلسطينيين وحقهم في تقرير المصير .
وبين دمار البيوت ، والمرافئ ، تضمد مدن القطاع ، مخيماته ، وشواطئه ، جراحها ، لتطلق حلما جديدا ، له ملامح الاساطير .
ننتظر تحليق طيور الفينيق الغزية ، في سماء القطاع ، بجناحي اصرار الفلسطيني على الحياة ، حاملة ارواح شهداء ، وعذابات جرحى ، لتضيف سطرا جديدا لاسطورة الصمود الغزية .