الى الدكتور صبري اربيحات

من المفرق مدينه الشمس وجارة القمر الى تله القمر الموطن الاجمل لمعالي الدكتور صبري اربيحات...الذي لا يكف كلما جاءه ضيف ان يريه من تلة القمر كيف تطوي التلال التلال في منظر سريالي وكأنها سنين العمر تلاحق بعضها بعض في مشهد تكاد ترى فيه بدايتها ونهايتها.
الشتاء في ذاتي شديد البرودة وريح منتصف الليل تهب بلا هوادة على صحرائي نزقه عنيدة وابراج المنارات انطفأت انوارها وتاه في اللجة البحارة وبذور الحياة تريد من يسقيها والا ملت الانتظار..
مهرة جامحة كانت الحياة ولا اريد للمعبد ان ينهار.. احببت المعبد موسيقى ساحره ورقص جماعي وقوارب عشق في الانهار.. ودار المدار عاما يتلوه عام والحلم في الحب الافضل بالانتظار... جاءت وذهبت قوافل التاريخ محمله بالتين والزيتون ومحار البحر والغبار وبعيدا عن رعونة الوصل ولحظة النشوة افك ازرار احمالي واسبح في الكون متأمل صنعه البديع.
معالي ابو العبد هل هناك اماكن افضل مدن افضل عواصم اجمل يستريح فيها انسان هذ الشرق من العذاب وملوحة ماء البكاء في العيون والجفون والجنون ولماذا كل هذا الانكماش والازدراء وهذه الحالة من الانضواء الغامضة؟.
العمر ضاع كله في السفر الى المهاجر والكثير من الاحيان الى الداخل.. الاطفال يكبرون والصبايا الجميلة تفيض بدموعها ليله الحنا وترويدة الوداع تنيط بالقلوب(( امي يا امي شديلي مخداتي وطلعت من البيت ما ودعت حياتي) تزيد بالجرح وجع والوالد في المهجر بعيد فبماذا يفيد الحب هنا وشنطة السمسونيات مليئة بالريال والدينار والدولار ( ولكل فرج ناكح).
اسمها نيللي حماتي كان حبي الاولاني تعمل مع فرقه عالية للفنون الشعبية جابت معها كل مسارح اوروبا وجميع مسارح شرق اسيا لكنها بقيت حزينة بعاطفه نبيلة قلت لها يوما لا تتعبي نفسك ان القلوب المشحونة بالاسى من المحال ان تحس بالسعادة حتى لو نالت اوسمه المجد الكاذب وصفقت لها مسارح باريس اعجابا واخذت هداياه ثمينة .
حدثتها عنك برسائلي قلت لها انك بعمري بسني وقلت لها يوم ان كان يأكل الناس ( طراميز الذرة ) شعير وذره اعطاني عشره دنانير رسوما مدرسيه لدير اللاتين وكنت ادرس فيه.. بقي ابدا عملاقا لم يغادر افكاره يوما كما فعل الخسة من الناس بقيت غدرانه مملوءة بالماء وشجر النخيل .
معالي الصديق لا تلمني عندما يعتليني الارهاق ويشدني خيط الحزن الى الاعماق مشكلتي مع حزني انه كاوي نار لهب ولهيب حزني يا صديقي كثيرا ما يشبه حزن الجياد الجريحة.. وفي مثل هذه الحالة اهرب الى الفضاء الى هناك الى السماء بعيدا بعيدا اسبح في اجواز الكون نجوما وكواكب اقمار وشموس فاحني راسي اجلالا لعظمة خالق هذا الكون فاسبح له ثلاثة واستغره ثلاثة واصلي له ثلاثة.. وذلك من قبل ان اعود الى همس الليل على الارض ورعته.
معالي الصديق لأنك مدينة الشمس المقدسة لان معاك مفتاح المدن الفاضلة لأنك الجالس بين الانهار والينابيع بين المطر والعناقيد تلملم من الارض وردك ومن الصحراء ظلك لأنك مثل حفنه تراب لها رائحه وطن لا احلى ولا اجمل لان ثقافتك الشخصية واسعه بوسع الافق لأنك للثقافة الأردنية الحامل لمشاعلها وشموسها وشموعها.. اسعد معاليك ان اكتب اليك.