طبخة الحصى العربية وقائمة الاحتياجات الخاصة
المحامي محمد الصبيحي
02-08-2014 05:52 AM
النظام العربي أنضم أخير الى قائمة ذوي الاحتياجات الخاصة فمن أدانة واهية الى ما يجري في غزة الى محاولة أبراء النفس أمام التاريخ عبر بيان رسمي يلقى المسؤولية على ( لا أحد ) .
في الطرف الاخر أسرائيل لا تعبأ بهم وببياناتهم وكلما صدر بيان أدانة من عاصمة عربية ردت أسرائيل بمجزرة جديدة , لدرجة أننا نتمنى ألا تصدر بيانات جديدة فترد أسرائيل بمجازر أخرى .
في عمق الاحداث يبدو أن تركيع حماس أمنية عربية أكثر منها أسرائيلية ,, المشكلة أن هناك من لا يدركون أن تركيع من يحمل السلاح وينشد الشهادة أمر مستحيل والسبب أن من الصعب على من يسكنون القصور ويتقنون البروتوكول الديبلوماسي فهم كيمياء الشهادة وما تفرزه في التفكير والسلوك البشري للمجاهد حيث يصل المجاهد الى حالة كفر تام بالسياسيين والديبلوماسيين وتوازنات الحرب والسياسة ,
بعض العرب يحاولون عمل شيء لوقف أطلاق النار .. نعم يستطيعون مناشدة زعماء المقاومة ودعوتهم الى هذه العاصمة أو تلك ولكن المشكلة أن دور الوسيط لا يمكن أن ينجح اذا لم تكن لديه أوراق للضغط على الطرفين معا ففي هذه الحالة تتحول الوساطة الى طبخة حصى , ومهمة رفع عتب , ومحاولة لعب دور غير موجود في النص المسرحي , والمضحك في الامر أن السيد كيري تعلم طبخة الحصى العربية ويمد يده للمساهمة فيها فيما تقدم يده الاخرى الاسلحة لأسرائيل وتعوضها عن الذخائر التي أبتلعها الغزيون في أحشائهم وأنقاض بيوتهم , مع أن المفروض أن المسؤولية تقع على الفلسطينيين أو دول النفط العربي في دفع التعويضات المالية لأسرائيل لأضطرارها لأستهلاك كم كبير من الذخائر !!
واضح تماما الان أن المواطن العربي فقد بقايا ثقته بالنظام الرسمي العربي , ولم يتبق أمامه من مخرج سوى بين خيارين حماس أو داعش
وهذا بالضبط ما تقوله سياسات الحكام العرب لشعوبهم , رسالة غير مباشرة وواضحة جدا : نحن عاجزون عن فعل شيء لهذا المتغطرس الصهيوني فهو لا يريد انهاء الاحتلال وأعادة الاراضي ولا يريد وقف العدوان ولا يريد أن يتنازل عن السيادة على جزء صغير من القدس , وقد القى بميادرة السلام العربية في وجوهنا !!
اذن سيجيب العربي العادي أن ليس لنا إلا القتال !! وبما أن الحكام لا يريدون أن يقاتلوا وبما أن من يقاتل هم حماس وهم على حق , وداعش التي تطرح نفسها دولة بديلا عن النظام العربي ولا نعرف حقها من باطلها , فان الانقسام في الشارع العربي في المستقبل القريب سيكون جبهة حماس وجبهة داعش .
أمام الحكام العرب فرصة أخيرة لتفادي الخروج من التاريخ فرصة تتتمثل في وقفة حازمة في وجه الولايات المتحدة وأسرائيل , وضع معاهدات السلام في كفة واستمرار العدون في كفة .. ورقة واحدة أستخدمها الحسين بن طلال رحمه الله ذات مرة فرضخت أسرائيل في أقل من أربع وعشرين ساعة .