وداعاً تموز .. *ناهض الوشاح
02-08-2014 03:44 AM
اذا كان هدفك أن تعيش وحسب ... فأخفض رأسك وامضي .
عجيبة هي الايام تذوي كما الشمعة تميل نحو الشحوب والتلاشي ... تُغرينا كفراشات صغيرة يستهويني البريق وكلما اشتد اللمعان زاغت الابصار . حيث لا مفر سوى الأحتراق بلهيب طرنا اليه .... مذعنين بكل رغباتنا لنهاية كانت تشبه الى حد كبير خروجنا من بطون امهاتنا الى باطن الأرض ...
على عتبات صباح تموزي أذرف سخطي سخيا ... على ذاكرة حملت الجميع ولم يعبأ بوجودها أحد ... تتلو آيات الفرح وتتشيث بخطوات الشمس تتسلل نحو نافذة روحك ... تفتح باب قلبك وتطلق يديك الى السماء ليمنحك الرب الكثير من الامنيات والكثير من الهبات لتعطي من يدنو منك حتى لو كان همسا .
***
تُنصت لصوتك لا تعرفه ... تنظر من حولك ... لا شيئ ... طيفٌ عالق في ذاكرتك مرّ كخفق قلب أتقنته الصباحات الفيروزية (نطرت مواعيد الأرض وما حدا نطرني ... )
تًلقي جسدك في ملابسك وتمضي ... حيث تتعثر عيناك بشوارع ضيّقة ، نعاس يتسرب من نوافذ مطلة بعضها على بعض ... بيوت هرمة ... ساكنوها يتبادلون أحلام مشتركة ، سقف ودفئ وخبز الصحف لا تعنيهم ... فهم يتابعون القنوات الفضائية ... ويستطيعون التحليل والاستنتاج .. طالما أن الموت بعيدا عنهم ... فهم المنتصرون دوما .
رغيف الخبز وطن الفقراء ... وقبلة الرعاع . أشكال حياة مختلفة والطريق واحد ة ...
***
كيف أمضي بعيدا عن هذا الشحوب المترهل على جبين الأيام يعبرنا كفرح مزعوم ... وكلباس جديد نُزيّن فيه أجسادنا ... وأرواحنا تسيل مع كل دمعة نُخفي ورائها خوفنا وضعفنا لا نجوم لامعة في الأفق ... عيون الموت تُحدّق في الشرق .. لامكانات مرتفعة ... رايات هزيلة ، ونسيج من الرجال يزحفون على أكتاف تاريخ رسمته مومس جالسة على أرصفة الغرب .
قهرٌ يشمخ برأسه عاليا ... تتلمظ عيونه على شرق غارق في لذة الأحلام ... يسيل لعابه على الحمقى المرتجفين هلعا من حرية ترفض العتمة مسكنها ... الارض موضع قدميها وسماء تغطيها أجنحة الملائكة تاج رأسها .
***
تذرفني الوحدة على قارعة الذاكرة ... نصر كان أم خدعة عشناها ... وتبخترنا فرحا على عتيات المخيمات نرفع شارة النصر لان قطعة من كرامتنا المهدورة رُدّت الينا ... جنوبنا لنا ... قدسنا لنا .. شامنا لنا ... الموت لنا .
هائم بوجهي ... عاريا من ذلي ... أتأبط انكساري ..هاربا من ظلالي كمريم بنت عمران أتخذ مكانا شرقيا ... باحثا عن نصر تموزي يحرق اتفاقنا مع الجوع والخوف ... مع الكوابيس وسفك الدماء ..مع الذل والمهانة ..
تموز عُد الينا ما عادت الارض تتسع لكل هذي القبور !