بإستمرار العدوان الاسرائيلي الغاشم على اخواننا في قطاع غزة تستكمل حلقة النار والدمار من حولنا في الاردن ، ويتعقد المشهد الاقليمي على نحو غير مسبوق ، وفي ذلك بالطبع فرص غير مشروعة لبعض ضعاف النفوس وذوي الاجندات غير السوية لاستغلال المشهد الوطني المعهود تاريخيا في التعاطف مع محن الاشقاء والمبادرة الى مناصرتهم والتعبير الصادق عن رفض العدوان الظالم ، وهو استغلال قد يسعى بظلم الى محاولة ضرب الجبهة الداخلية الموحدة اليوم تماما في نصرة الاهل في غزة الصمود والتصدي ، وإثارة ما قد يفسد لا قدر الله هذا المشهد الوطني الرائع عبر التعرض لقوات الامن واغلاق الطرق وتعمد الشغب على ارض وبين اوساط شعب واحد موحد تتقطع نفوسه الما وحسرة إذ يتابع تداعيات العدوان ومشاهد القتل والدمار .
كلنا مع الاهل في غزة وسائر فلسطين ، وليس عربيا ولا مسلما ولا حتى إنسانا من لا يحترق قلبه وضميره معا لهول ما يرى من مجازر مروعة ، وكلنا في الوقت ذاته وبالضرورة القصوى مع الاردن وأمنه وسلامة نسيجه الاجتماعي ووحدة صف شعبه خلف الوطن بكل ما فيه الانسان والارض والقيادة والمؤسسات ، وفي المقدمة منها هذا الآوان المؤسسات الأمنية والعسكرية المكلفة بحفظ الامن والاستقرار في بلد هو احوج ما يكون اليوم الى دوام وثبات هذا الامن والاستقرار ، وتلك هي مسؤولية الجميع ولا عذر لاحد في التهاون فيها على الاطلاق فهي مصلحة جماعية ومسؤولية جماعية في الوقت ذاته .
مطلوب وواجب وطني وقومي وإنساني ان نعبر عن رفض العدوان ولكن بما لا يؤذي الوطن ، وان نقدم كل عون ممكن للاهل في غزة الصامدة في مجال الدواء والغذاء والكساء والمال وكل ما هو ممكن ، ولكن بأسلوب حضاري صادق يؤكد ان العون المادي المباشر هو المطلوب اكثر من لغة البيانات والخطب والشعارات على وجاهتها ، ومطلوب ان نحث العالم كله على نصرة اخواننا في غزة ولكن بطريقة تخدم الغاية النبيلة وليس بالشتائم والسباب والاتهام الذي ينسف الهدف ليكون عونا للعدو بدل ان يكون عليه .
الاردن اليوم حيث تشتد المآسي من حوله هو بأمس الحاجة الى كل اهله ورجالاته الذين تتجلى مواقفهم في الظروف الصعبة وها هي بين ظهرانينا اليوم وباشد ما تكون ، وهي ظروف تستدعي الكف عن التلاوم والوقوف كل امام واجبه الوطني وتوحيد الرأي في مواجهة هذا الطوفان الذي يعم المنطقة والاقليم كله ويبدو انه لن يرحم احدا من شروره وتداعياته ، وليس امامنا والحال هذا الا ان نتحد ونتوحد ونتراحم ونقف جميعا وبصدق وتجرد امام الله ثم امام واجبنا نحو الوطن الذي لا ظل لنا بعد ظل الله الا ظله.
أزال الله جلت قدرته بطش المحتل الغازي عن كل فلسطين ورد كيده في نحره ، وحمى الله الاردن من كل شر ، وهو من وراء القصد .