الاردن .. رئة غزة .. *سارة احمد ابوحصوة
02-08-2014 03:21 AM
بعد موجة من الاحتجاجات التي اجتاحت العالم جراء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة يقف العالم موجها أنظاره الى العالم العربي حيال موقفه من الأزمة و نرى - كالمعتاد - الصمت العربي حيال الأوضاع في غزة
وزاد الامر سوءا بعد الموقف المصري الذي امر بإغلاق معبر فتح وهو المنفذ الوحيد على القطاع
اجواء الثقة بين حماس والنظام المصري لا يسمح للنظام المصري بممارسة دوره في عملية التهدئة بين القطاع و الاحتلال
ان الحكومة المصرية لا تبالي بما يجري حاليا في غزة و تكاد ترفع يدها عن عزة تاركة القتال بين الطرفين فيما ترتفع حصيلة القتلى يوميا في غزة
الى ان الدور المصري التقليدي الذي كانت تلعبه دائماً كوسيط بين الطرفين بما فيها فترة حكم مرسي الذي لعب دورا هاما لإيقاف إطلاق النار ٨ ايام في غزة والتي عرفت ب " عامود السحاب " وانسحاب مصر وبقائها خارج الأزمة الفلسطينية يعكس تحولا هاما وخطيرا في السياسة الخارجية ل حكم السيسي
ربما الأزمات الداخلية التي تعاني منها مصر من انقسامات من مؤيدين للحكم الحالي و معارضين له لمناصرة حكم مرسي وهذا يمثل تهديدا على الأمن القومي المصري ... ربما هذا أفضل من الناحية الدبلوماسية بظل الظروف التي تمر بها
وذكر معهد واشنطن موقف مصر والأردن الذي يعد الأكثر توازنا تجاه الأزمة في غزة وذلك لمؤشرات على ان يمكن لمصر فتح معبر رفح للحالات الطارئة وعلى مستوى محدود للغاية وحماس تشجع على فتح المعبر الذي بعد نقطة الاتصال الوحيدة لغزة بعيدا عن المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال
ولا ننسى ان مصر خفضت مستوى العلاقات والاتصال مع حركة حماس على عكس حكم مرسي وذلك يمكن ان يقل دور الوساطة المصرية لحل الأزمة الفلسطينية
بالمقابل قامت الاردن بلعب دور الوسيط لحل الأزمة عن طريق المبادرة المصرية للمصالحة بين الطرفين وضرورة وقف إطلاق النار ع" ن طريق عضويتها الغير دائمة في مجلس الأمن التابع لهيئة الامم المتحدة " بعد استشهاد اكثر من ١١٠٠ شخص الى الان وأكثر من ٨٠٠٠ مصاب جراء العدوان الإسرائيلي
فقد حاول الاردن جاهدا الى مساعدة الأشقاء الفلسطينيين في القطاع بتقديم مساعدات ضمن إمكانيات المملكة المحدودة التي بعد الربيع العربي زاد من عجز ميزانية الدولة حيال موقفه من الأزمة السورية ومشكلة تسلل الحدود من الجهة الشرقية والشمالية واللاجئين ثم تلاها الأزمة العراقية مع تقدم داعش في المنطقة ومحاولتهم لدخول الاراضي الاردنية والتي كان للقوات المسلحة الاردنية دورا كبيرا وهاما جداً في حماية تلك الحدود من اي تدخلات خارجية
لا ينسى الاردن دوره الأخوي حيال إخواننا في غزة فقد امر ولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني بإيعاز من جلالة الملك بتيسير قوافل المساعدات -التي اشرف عليها شخصيا - الى القطاع وتوفير الأدوية والمستلزمات للمستشفى الميداني في غزة الذي يستقبل يوميا الآلاف من الحالات وتحويل العديد منها الى مدينة الحسين الطبية وذلك بعد إغلاق معبر رفح وهدم الإنفاق الأرضية من قبل الجيش المصري بأمر رئاسي فالمساعدات الاردنية هي الوحيدة التي دخلت الاراضي الفلسطينية ولا ننسى ان الشعب الاردني بجميع أصوله و منابته وجذوره وأديانه قاموا بتنظيم حملات لمساعدة إخواننا في غزة
وإضافة الى ذلك سيشارك الاردن بأسطول الحرية ٢ الذي ستطلقه تركيا لنجدة غزة وذلك لتخفيف معاناتهم جراء الحصار والقصف
وقد تم التأكد من وصول تلك المساعدات الى القطاع عن طريق بث فيديواهات مسجلة لقادة الحركات الجهادية الفلسطينية تقوم بشكر المملكة على تقديم هذا الدعم لأهلنا في غزة
فلا تشكرونا فهذا واجبنا
فنحن معكم بقلوبنا و دعواتنا لكم عند رفع أذان المساجد و دق أجراس الكنائس
من قلب الاردن الى غرة هاشم
عاشت فلسطين حرة
وعاشت القدس عربية