تقرر وقف اطلاق النار في غزة منذ صباح امس الجمعة لاربعة ايام، ووصل الفلسطينيون كلهم الى القاهرة «لاعادة تقييم المبادرة المصرية» وسماع وجهات نظر حماس والجهاد وبقية المنظمات.
في تل ابيب قبلت الحكومة بهذه الهدنة مع التأكيد على استمرار قواتها في «البحث عن الانفاق».
المهم الان ليس كل التفاصيل، المهم هو السؤال الاول: هل سيصل الاجماع الفلسطيني الى القبول العلني بالمبادرة المصرية؟
والمهم هو: هل ستدخل حماس والجهاد من ابواب الكارثة الى العملية السياسية؟
رفع الحصار عن غزة ليس مشكلة لاسرائيل اذا اعيدت المعابر الى الاتفاق القديم ففيما عدا الهيمنة على ميناء غزة ومطارها، فإن اغلاق المعابر هو الحصار.
معبر رفح ومصر تقول الان ان قضية المعابر هي قضية سيادة وحماس ليست سلطة سيادة وهي تريد على الطرف الاخر للمعبر قوة «من حرس الرئاسة» اما المعابر بين سيناء وغزة من بير سالم فالاتفاقية تجعل ادارته بيد السلطة ومسؤولين اوروبيين بمراقبة اسرائيلية، وكذلك معبر ايريز بين غزة واسرائيل باتجاه الضفة الفلسطينية.
اذا قبلت حماس والجهاد بالعودة الى اتفاقية المعابر لانها تقبل بحكومة السلطة الوطنية فان جزءا مهما من رفع الحصار سيتحقق.
لقد اقتربت حماس والجهاد من التعامل مع ابجديات العمل السياسي بقبولها مبدأ المصالحة مع حزب السلطة، وموافقتها على حكومة الوحدة الوطنية، واستعدادها لمرحلة انتخابات الرئاسة والمجلس التشريعي، وقبولها الان بنمط مختلف من التهدئة لها الزامية او نمط واضح من الزامية العمل مع السلطة الوطنية ومنظمة التحرير، فابو مازن هو الان رئيس هيئة التفاوض مع مصر، فهل ينسجم هذا مع ما سمعناه من قائد قوات القسام، وهو نهج مختلف يستمر في طرح المقاومة المسلحة في الوقت ذاته الذي تدخل فيه حماس الى العمل السياسي من خلال التهدئة في غزة؟
ليس من السهل ان تخرج حماس من معركة غزة «بتهدئة» شبيهة بالتهدئة التي نعرفها عام 2012 و2008 فالثمن الفلسطيني فادح ولا يسمح باعلان نصر الهي اخر، فحزب الله وجد في قرار مجلس الامن 1071 نوعا من «المخرج المشرّف» مع ان القرار نص على سحب المقاتلين من الجنوب حتى الليطاني ومرابطة قوات دولية تملك مع الجيش اللبناني صلاحيات اطلاق النار فهذا لن يحدث في غزة ومن غير المطروح انسحاب القوات الاسرائيلية ومرابطة قوات دولية مكانها.
المطلوب الان: هو توظيف الدم الفلسطيني والآلام والدمار للحصول على انجاز في طريق اقامة الدولة، فقد كانت حماس تسخر من مدرسة التفاوض منذ اوسلو وعودة عرفات الى فلسطين حتى تفاوض محمود عباس، فهل قدمت حماس البديل للوصول الى الدولة بهذه المذبحة؟ هل هي بصدد توظيف كل هذه التضحيات في المرحلة المقبلة؟.
نؤقت الساعة من جديد، فهل وصلنا الى الساعة الخامسة والعشرين؟
(الرأي)