الإزدواجيه الفكريه إعتلال فكري أم سلوك فطري ؟؟ .. *ايمان كريمين
31-07-2014 03:28 AM
عمون - الكيل بمكيالين كما يطلق عليه البعض هو من أكثر الصفات المتفشية بمجتمعنا العربي كما يقول كثير من أطباء النفسين ,ولا سيما يظهر ذلك بتجلي بالتناقض الفكري والسلوكي لدى الأفراد ,,ويعلل علماء النفس الاجتماعي السبب الرئيس في إزدواجية المعايير هو خلل في القيم والأخلاق التي توجه السلوك لدينا هذه الازدواجية وهذا التناقض ما بين التفكير والممارسة يكاد يكون مسيطراً علينا بشكل كبير جعل من وجود هذه التناقضات أمراً طبيعياً،لا نعيره أي اهتمام فباتت الازدواجية صفه يتصف بها الكثيرين والخلل في منظومة الاخلاق تجعل من الازدواجيه الفكريه بكل مناح الحياه فنرى الازدواجية الفكريه السياسية والاجتماعية والدينية ,,الخ وهذا من شأنة زج المجتع بهوة الأمراض الأخلاقية وتفشها بالمجتمع ا لأمر الذي أحدث إعوجاجاً كبيرا ً في التعاملات بين البشر.
والامثله كثيرة لا يمكن حصرها بعدة سطور لكن نحاول أن نوجزها لا نحصرها بناحية واحدة ومن هذه الأمثلة: عندما نرى دعاة الاصلاح ينددون بالفساد والمفسدين وتغير النظام ونبذ العنف وكثير من الشعارات الرنانة والطنانة وما أن يجد هذا المدعي والمدافع عن الاصلاح أي اعتراض علية يبدأ بالتخريب والتكسير والشتم
وتكشف الوجوه المقنعة ,,أ اليس هذا نوع من الازدواجيه السلوكية والفكرية ؟؟؟
والمسؤول الذي يقف على منابر الآعلام المتنوعة يتمجد بإنجازاتة القيمة في سبيل المضي نحو النهوض بالمنظومة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية بالدولة هو نفسه من يجلس وراء القضبان بعد كشف فساده كأكبر لص يلهف مدخرات الوطن وقوت المواطن هذه ازدواجية فكرية ولكن بحلة سياسية مرموقه !!!وصورة اخرى نقلبها تعرض لنا الازدواجية الفكرية بالنواحي التعليمية هذة المرة من داخل أسوار صرح علمي أقرب ما يكون مجتمعا مثاليا متعلما مثقفا نرى دكتور الجامعه يدرس لطلبه مفهوم التفكر إطلاق العنان للابداع الفكري بينما نجده عند الامتحان يمنع الطلبه من إعتماد أي كتاب غير كتابةأو تقاريرة الخاصة بالاجابات أي تفكر هذا أيها المعلم وأي ازدواجية تكبل علمك ؟؟
والشاب المتعلم الذي يحترم الإشارة في شوارع أمريكا وأوروبا في حين هو نفسه الذي يتعمد كسر الإشارة في شوارع والتفعيط والرعونه على مسالك الطريق ، إنها ازدواجية التفكير وازدواجية الممارسة أيضا.
وصورة اخري بسيطة ببساطة صاحبها الاب الذي ينهى ابنه عن الكذب ثم يطلب من إبنه ان يكذب بشأن وجوده
بالبيت اذا ما سأله احدهم عنه ,,هذا مثال بسيط يدل على اننا نؤرجح فكر أبناءنا بين السلوك المعتل والمعيار السليم مثال آخر من بيوتنا والامثلة كثر لكنا سندرج هذه على سبيل الايضاح فالرجل الذي هو ضد أن يصبح للمرأة موقع ودور في الحياة ولا يرى ضرورة لوجودها في الواجهة وأن مكانها في البيت لتربية أبناءه هو نفسه الذي ينادي بحرية المرأة وخلق كيان لها ,و هو نفسة من يكتب المقالات ويظهر هنا وهناك كسفير لحقوق المراة ومدافع عن قضاياها الزوجة التى تطالب زوجها بالاستقلالية عن والديه وأن يكون لها كيانها الخاص بعيدا عن تدخلات أهل الزوج وهذا حقها لكننا نراها بذات الوقت تلوم أخاها لعدم سماع نصائح والده مثلا او عدم عناية زوجة الاخ بوالديه أو عدم إسكان الوالدين عند الاخ!!! هذة ازدواجية فكرية وخلل بالسلوك والكيل بمكيالين لنفس الحالة طغيان حب الذات على الواجب جعلنا نرمي بكل المعاير الاخلاقية وراء ظهورنا ونتمسك فقط بالسلوك المختل البعيد عن المعتقدات السليمة ,وتريد أن تقول شيئا على السطح وتمارس شيئا تحت هذا السطح وبقي أن نعرض بعض من الآيات القرانية التى تتحدث عن النهي عن الازدواجية الفكريه والحث على التحلي بالتوافق الفكري التشريع الرباني والتوازن بين ما نقول وما نفعل قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2 - 3].
أقوالنا عظيمة عظيمة لكن هل هي موافقة لأعمالنا القليلة المتواضعة؟؟؟ كيف نحقق التوازن بين ما نقول وما نفعل؟؟ "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا"
(ياأيها الذين أمنوا لم تقولون مالا تفعلون)نعم ذاك هو داؤنا ! نقول ما لا نفعل ! إنه انفصام نكِد بين الأقوال و الأفعال ! و هو المقت عينه عياذا بالله " كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون "" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ "صدق الله العظيم