ابتداء نسأل الله العي القدير ان يتقبل طاعاتنا جميعا وان يجعل هذا العيد خير وبركة على العرب والمسلمين وعلى بلدنا كله وان يتقبل شهداء غزة الابرار وان يشفي جرحاها ويجعل نار الاعداء على اهلها واهل فلسطين كافة بردا وسلاما بإذنه تعالى. وبعد .
العيد فرصة عظيمة للتصافي والتسامح بين الناس ، وهو مناسبة جليلة يعيد كل منا فيها حساباته مع نفسه ومع اهل بلده كافة ، فليس عدلا ابدا ان يمر العيد دون ان يتحلل الجميع من الاحقاد والبغضاء والتفرقة والصدود ، لتسود بينهم المودة والمحبة الصادقةًوالتراحم الذي جاءت به الاديان جميعها ،فلا عذر ابدا ولا قبول لصيام وطاعات من يشيح بوجهه عن جاره اواخيه او قريبه او زميله او ساكن حيه اوبلدته ، مهما كانت الاسباب والمبررات ، وهي مناسبة مباركة يجرب كل انسان فيها ان يكون رحيما طيبا تخلو نفسه من كل حقد او غضب اوحسد اوصدود عن اخيه الانسان ، ليرى عندها الفارق الكبير بين ان تسود المودة بين الناس او نقيضها لا قدر الله ، ففي الاولى تسعد النفوس جميعا وفي الثانية تشقى النفوس دونما مبرر منطقي ، بين الحالتين ، بين من ينشر الخير في مجتمعه وفي المقابل من ينشر البغضاء والقطيعة والعياذ بالله ، فالاول يكسب عند الله خالق الكون ومدبر امره والثاني يخسر ودونما مبرركذلك ولا حول ولا قوة الا بالله .
لا شئ في هذه الحياة يستحق ان نشقى وان نكون سببا في شقاء اهلنا واخواننا في الانسانية والدين ، وكل ما فيها يدعونا لان نكون معاول خير وبناء لا سببا في إثارة الشر والهدم والقطيعة بين الناس ، والفاصل بين الخير والشر شعرة واهية والخيار للانسان بين ان يكون من اهل الخير او الشر ، فالاول محبوب عند الله وعباده والثاني منبوذ ، وليس لانسان سوي عاقل ان يظلم نفسه بنفسه ويختار طريق الهلاك بدل درب الفوز والنجاة .
بإختصار. ها نحن نعيش بركات العيد برغم ما فينا من غصة ومصاعب وتعب لهول ما يجري حولنا، لكننا قادرون بعون الله ان ننفض عنا غبار اليأس والاحباط والتعب لنجرب ان نكون سعداء يسعد بعضنا بعضنا بالتسامح والتصافي والتراحم كي يرحمنا الله جلت قدرته ، والا فلا خير فينا إن لم نجعل العيد فرصة طيبة لصفاء النفوس وإنهاء اسباب الزعل والجفوة بين بعضنا بعضا ، وخيرنا هو قطعا من يبادر بالسلام وإظهار المودة والتصالح ، اما من لا شأن له في ذلك فلا عيد له وامره الى الله الذي يدعونا للتسامح والمحبة والتعاون على الخير والبر والتقوى لا على الإثم والعدوان، وقطعا فإن من يبادر الى السلام والتصالح يكبر في عيون الناس ويحبه الله ورسوله ، ومن يتردد ولا يفعل يصغر في عيون الناس ولا مكان له لا عند الله سبحانه ولا عند رسوله صلوات الله وسلامه عليه ،. وكل عام والاردن وكل ساكنيه وفلسطين وكل الصابرين فيها والعرب والمسلمون بالف خير ، والله من وراء القصد.