" على كل فلسطيني ان يروي قصته "
حمزة المحيسن
30-07-2014 01:10 PM
هي جملة مشهورة قالها ذات يوم الراحل الفلسطيني " إدوارد سعيد " ، وبالنسبة لي هي من أكثر الجمل التي أستحضرها في كل مصيبة ونكبة ومجزرة تمر فيها الغالية فلسطين ، المشكلة ان كل الجرائم التي يقوم بها العدو الصهيوني في فلسطين في ظل الصمت العربي الرسمي تقابل على المستوى الشعبي بنفس الاسلوب المتوارث منذ النكبة إلى الآن من مسيرات ومظاهرات وخطابات وشعارات وزاد الامر تطورا في مواقع التفاعل الإجتماعي إلى إدراجات وتغريدات والمصيبة أن كل واحد منا نحن العرب " يلطم " لبعضنا البعض في غرفة مغلقة لا يسمعنا " الآخر " من الشعوب الأخرى في العالم التي لا تفهم لغتنا ولا تفهم " لطمنا " ، الامر الذي يطرح تساؤلا جوهريا لما لا نبتكر أساليب اخرى بالإضافة لما سبق...؟
فلا يكاد مواطن عربي إلا وسمع عن همجية العدوان الصهيوني منذ ان أغتصب الغالية " فلسطين " ، بل ومنذ الطفولة حفظناالقصائد ونشدنا الاناشيد التي تمجد نضال الشعب الفلسطيني الصامد الحر ، وحفظنا الكتب والخرائط التي توثق لجغرافية وتاريخ فلسطين ، وذاكرتنا حافلة بالمجازر والجرائم التاريخية التي أرتكبها الاجتلال في فلسطين أرضا وشعبا ، ولا يكاد يخلو بيت او مدرسة في الوطن العربي من صور الأقصى التي تزين الجدران ولا يوجد مواطن عربي إلا ويعرف عن فلسطين من الفكلور الفلسطيني الشعبي حتى الأكل الفلسطيني الشعبي ، وتختزن ذاكرتهم إلى الآن بأشكال مفاتيح بيوت فلسطين القديمة التي سرقها العدو الصهيوني ويأتي ذلك كله في نفس الوقت الذي ما زال فيه العدو الصهيوني يخلد ذكريات ما يسميه " المحرقة النازية " لأسلافهم في المانيا فقد وصل فيهم الدهاء والإبداع لكسب الدعم والتأييد الغربي ان يجعلوا لهذه الرواية متحفا يعرض أحداث "الهولوكوست" المزعومة من خلال عرض الوثائق والصور التاريخية، وأفلام تاريخية تعرض شهادات عيان، وأرشيف يشمل " 62" مليون وثيقة تاريخية و" 300" ألف صورة متعلقة بأحداث " الهولوكوست " في كيانهم المصطنع يؤمه كل من زارهم من رؤساء الدول والحكومات والشخصيات العامة المشهورة التي تساندهم بل وحتى الفنانين ولاعبي الكرة المشهورين في العالم ليستدروا عطفهم بل ويعتبر جزءا أساسيا من برنامج " بروتوكول " الإستقبال الرسمي لهؤلاء الضيوف .
حبذا لو أن العرب من الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني التي تساند وتدعم قضيتنا المركزية " فلسطين " والأثرياء العرب الشرفاء أن يتوجهوا لإنشاء المتاحف التي تخلد المجازر الصهيونية بحق اخوتنا في فلسطين في الدول العربية بل في كل أرجاء العالم بالصوت والصورة والوثائق ، ولك ان تتخيل مدى الأثر الذي سنحدثه في ذاكرة اطفالنا بالمدارس حينما يكون هذا المتحف مزارا لهم علها تحدث الأثر البالغ في نفوسهم وعقولهم عن جرائم الاحتلال الغاشم بفلسطين ، علها تحفزهم لبناء الذات بالعلم والإبداع لمواجهة هذا الكيان الغاصب وتصبح مزارا أيضا لمن يزورنا من العالم ليدرك عدالة القضية بل ومن خلالها نستطيع ان نوصل الحقائق التي استطاع النفوذ الصهيوني بدول العالم ليها من خلال الأعلام الغربي المسيطر عليه من قبله لنكسب أصدقاء داعمين للحق ونصرته في العالم اجمع .
أتمنى من كل قلبي أن نصل لمرحلة من الإبداع والإبتكار في التعبير عن آلامنا واحزاننا ومصائبنا في فلسطين الحبيبة نتفوق فيها على عدونا بل ونتفوق عليهم إبداعا وإبتكارا لكسب الدعم والتأييد لقضيتنا، فاللطم والبكاء وحده لا يكفي ففلسطين أرض عربية إسلامية وليستبيحني الراحل الفلسطيني " إدوارد سعيد " عذرا إن غيرت عبارته المشهورة بــأنه ـ"على كل عربي أن يروي قصته " .