حاول الوزير كيري تجاوز مصر والفلسطينيين فذهب الى باريس ليحل «مشكلة غزة» مع وزراء خارجية تركيا وقطر!!.

طبعاً فشل مؤتمر باريس لأن اسرائيل وحماس رفضتا حل وقف اطلاق النار لمدة اسبوع فمثل هذا الحل تم طرحه لترفضه اسرائيل وحماس!.

ان هذه المجموعة من الفشل الاميركي (والفرنسي) لا علاقة لها بالذكاء السياسي، فهي بالخلاصات التي وصل اليها نواب وشيوخ الكونغرس: سياسة عدم مواجهة اي شيء، والاكتفاء .. بتأجيله!! هذا حدث في المسألتين السورية والعراقية، وفي المسـألة الليبية.. وقبل كل شيء في «عملية السلام» الفلسطينية – الاسرائيلية!!.

كثيرون في العالم العربي يعتقدون ان سياسة الهروب بالتأجيل هي خدمة اميركية لاسرائيل، والحقيقة التي بدأ نتنياهو يكتشفها الآن، هي انها سياسة اغراق للتشدد الاسرائيلي لأنها بقيت وحدها في اليم!! والكلام القديم عن «انقاذ اسرائيل من نفسها» يصح الآن، فحزب الشاي اليميني الجمهوري تقوم ضغوطه على الادارة.. بالتشديد على عدم ترك اسرائيل وحدها بسياسة الانسحاب الدائم التي اتقنها الرئيس اوباما!.

قد يبدو ان نتنياهو يخوض الآن في غزة حرب الحسم مع حماس، لكن نتنياهو قال منذ البداية: نريد خلع اظفار وانياب حماس ولا نريد اسقاط نظامها في غزة!! والرجل اثبت في مناسبات كثيرة انه يدّعي الذكاء لكنه ليس ذكياً بحجم ذكاء اسحق رابين او مناحيم بيغن.. انه اقرب الى بهلوانيات شمعون بيريز الكلامية!!.

اذا قرر شجعان حماس والجهاد والآخرون الاستمرار في المقاومة رغم كلفتها العالية، فان نتنياهو سيقع على انفه.. فقد بدأت مظاهرات الاسرائيليين في تل ابيب بالبداية ذاتها التي بدأت فيها مظاهرات 1982 لدى غزو بيروت، ووصلت جماهيرها الى 100 الف متظاهر ضد مسرحية القوة التي لعبها شارون في لبنان ليصل الى قمة الهرم التي وصل اليها بعد جنونه في تدمير السلطة الفلسطينية، واغتيال عرفات والانسحاب الاحادي من غزة، فقد انقذه المرض من هزيمة اكبر من الهزيمة التي وصل اليها لدى «انتصار سلامة الجليل»!!.

لعب شارون لوحده، فوقع على انفه داخلياً، والآن يلعب نتنياهو لعبة التطرف ببيادق المستوطنين على رقعة الشطرنج الحزبية، لكن خصمه ليس حماس والجهاد، لكنهم العلمانيون الصهاينة والاحزاب الدينية وعلى رأسها شاس..

لقد بدأت مظاهرات تل ابيب، فلنرصد القادم من الايام..
(الرأي)