ذكرى رحيل راضي العبدالله الخصاونه
29-07-2014 10:37 PM
في حضرة الرجال
تصادف اليوم ذكرى رحيل واحد من رجالات الاردن واحد ابنائه العظام الذين, وان لم ننصف لهم تاريخهم واسهامهم المجيد, يبقون عناوين بارزه في فصول تاريخ اردننا المعاصر.
الحديث هنا عن راضي العبدالله الخصاونه, الشيخ, الزعيم, الباشا, العطوفة, السعادة والمعالي, الذي برغم دلالات الالقاب يبقى ابن ايدون البار ذلك الفلاح البسيط الذي تعلم وتربى في مدرسة الاردن وغبار المعارك في فلسطين وفي كنف الحسين وجوار وصفي وحابس وهزاع وغيرهم من رعيلنا الاوائل ليتدرج في الخدمة ويؤسس لجهاز الامن العام الاردني الذي نعتز بحرفيته وتماسكه ومهارته.
ولد المرحوم راضي العبدالله الخصاونه عام 1918 في بلدة ايدون من اعمال اربد. . درس على نفس مقاعد مدرسة ايدون مع وصفي التل و خليل السالم احد الصف العاشر و من ثم ذهب الى الجامع الاموي لدراسة الشريعة لاسلامية. وحيث كانت مدرسة فلسطين متطلبا اجباريا لكل قاصدي المجد والعلياء في ذلك الزمان الدثير, فقد قصد الخصاونة من عاصمة الامويين فلسطين والتحق و شارك في العديد من المعارك كمعركة قلقيليا التي جرح جرح بليغ فيها بالاضافة لمعركة باب العمود و العديد غيرها .
عاد بعدها صاحبنا الى الاردن ليلتحق بسلاح الفرسان و من ثم التحق بالكلية العسكرية في عسقلان. في عام 1939 التحق اللواء بالجيش العربي و تدرج بالرتب حتى رتبة عقيد عام 1958 و احيل على التقاعد عام 1960. ثم اعيد للخدمة برتبة زعيم عام 1962 و ترفع لرتبة لواء عام 1965.
شغل المرحوم عدة مناصب , في عام 1954 كان ملحقا عسكريا في جمهورية مصر العربية وفي 1956 اصبح قائد الحرس الوطني و والملحق العسكري في لبنان و من ثم استلم منصب كير مرافقين الحسين رحمه الله و ضابط تحقيق القصور. في عام 1957 اصبح مدير المباحث حيث كانت اول مرة تنفصل فيها مديرية المباحث(المخابرات) عن جهاز الامن العام. انتقل بعدها ليصبح ملحقا عسكريا و جويا في واشنطن و من ثم بريطانيا و في عام 1964 استلم كل من فرنسا و المانيا في ان واحد. في عام 1966 تولى منصب مدير الامن العام حيث قام بتحديث جهاز الامن العام و اشاء و حدة طيران الامن العام و شرطة النجدة, حيث انشأ وحدة الدوريات الخارجية . و حرص على بناء دائرة الترخيص و مبنى المديرية و كلية الشرطة و نادي الضباط. بالاضافة الى اقامة 40 مركز امني حول المملكة بما فيها الضغة الغربية . في عام 1967 اصيح وزيرا للداخلية. وفي عام 1970 شارك في مؤتمر القمة الذي كان مندوبا عن الحسين في لجنة المتابعة العربية فيه.
من الانجازات الاخرى التي يجب تذكرها له هي انه كان عضو فعال في لجنة المفاوضة مع المملكة العربية السعودية لضم الشاطيء الجنوبي للحدود الاردنية في العقبة .و كان عضوا في مجلس الاعيان لان توفاه الله.
توفي في 29 من تموز عام 1986.
هذا فيض من غيض واقل مايمكن ان يقال عن رجلنا العظيم فقد وجدتني وانا اقلب صفحات تاريخنا واوراق الرجل ومذكراته واوسمتة وما قاله عنه الكثيرين ممن عاصروه وصادقوه وناسبوه وراسلوه او عملوا معه امام ارث سياسي وعسكري وبطولي لرجل ربما لايكفيه هذا الذي قد قيل هنا. لابد من ان اعترف اني اختصرت كثيرا وحاولت فيما حاولت ان ادع الحقائق والانجازات والرتب والماصب تتكلم بكل اقتضاب ودونما افاضة او اطالة او مديح فلست من يوافيه فضلة او يؤرخ له فقد كفاه اسمه وشرف خدمتة لوطنه واهله.
ففي كل مقام مقال يا ابا رياض , عليك الرحمه, ولكنك تستحق المزيد والمزيد. فقد قيل لي عنك انك كنت حازما لا تتهاون في مصلحة الاردن وفي ارساء قواعد مؤسساته ورفعتة. كنت دائم الابتسامه, طيب المعشر, مزوحا, صاحب فكاهة وكنت تعرف من اين تأكل الكتف- هكذا قالوا لي عنه. كان لايرضى للاردن اقل مما يستحق, قالوا لي ايضا وزادوا: "ماكان عنده شي صعب او مستحيل", مقتبسين من اقواله لهم, " مدام العزم والاصرار وحب البلد موجود, كل شي بهون."
ماذا عساني ان اقول وانا اناظر صورة لابا رياض تطالعك وتثير فضولك في مجلس لاحد ابنائه وبمعيته العملاق الحسين والعظيم وصفي وكانوا جميعا يبتسمون وليتني اعرف على ماذا ومالذي قد قيل حتى اعتراهم الضحك في اوقات البناء والسؤدد. لعلها ممازحات الحسين او مشاكسات وصفي او مداخلات ابا الرياض التي مازال اصدقائه يرددونها؟ لست ادري؟
الكلمات من اقربائه ومحبيه