يلفت اﻻنتباه الظهور الخطابي لولي العهد في حفل اطلاق مبادرة تطوع برعاية سموه.والجديد اعتلاء اﻻمير الحسين منصة الخطابة حيث شاهده وتابعه اﻻردنيون وهو يتحدث بثقة وحضور مميز ليس في اﻻطار بل في المضمون والمعلومة والثقافة واﻻعتزاز باﻻردن واﻻردنيين والنسب الهاشمي الكريم الممتد في تاريخ اﻻمة كرما ونسبا ونبوة.
وهذا الحضور الخطابي المميز للامير يضاف الى حضور ونشاط لولي العهد جاء تعبيرا عن مؤسسية في مؤسسة العرش التي تصنع امتدادا لها من خلال اﻻعداد المنهجي لولي العهد تحت سمع ونظر جلالة الملك.اعداد نتابعه جميعا حيث التاهيل العسكري للالامير الشاب داخل اﻻردن وخارجه.يضاف الى الدراسة اﻻكاديمية.واﻻهم التاهيل داخل مدرسة جلالة الملك الذي نرى الى جانبه ولي العهد في كثير من اللقاءات والمؤتمرات السياسية داخل اﻻردن وخارجه.وهي مدرسة التاهيل السياسي واﻻقتراب من القضايا والملفات الكبرى.
ليس الهدف استعراض مبادرات ومجاﻻت حضور اﻻمير فالجميع يرونه ويتابعونه في معسكرات الجيش وبين الشباب والى جانب الملك في لقاءات سياسية هامة.لكننا في النهاية نتحدث عن حضور يعبر عن قوة ومؤسسية في مؤسسة الحكم.مؤسسية ﻻتقتصر على تاهيل ولي العهد بل ايضا على صورة الحسين رحمه الله التي نراها في قسمات وجه اﻻمير.وايضا مخزون خبرة الملك -اطال الله عمره–وقسماته التي يراها الناس في وجه اﻻمير وتعبيراته.
الظهور الخطابي لولي العهد كان مميزا وموفقا حيث قدم نفسه هاشميا وجزءا من مدرسة الهاشميين حيث وصف نفسه بالطالب فيها.استذكر جده هاشم ودوره في رعاية الحجاج حيث الكرم وتقديم الثريد للحجاج.ولم ينس غزة وشهداءها.واستذكر الحسين رحمه الله بكل ما له من مكانة لدى اﻻردنيين.وكان جنديا وهو يتحدث عن والده « جلالة سيدنا «.وهي لغة تعبر عن خلق الهاشميين جيلا بعد جيل.
لم تكن كلمة اﻻمير في حفل اطﻻق مبادرة تطوع كلمة روتينية لكنها حضور سياسي مميز.فالصورة مهمة لكن ما قاله اﻻمير وكيف قاله كان محطة مهمة في دخول اﻻمير مساحة جديدة وكبيرة في الشأن العام.وليؤكد لكل متابع ان جزءا من قوة الدولة اﻻردنية هو استقرار مؤسسة الحكم واستمراريتها وانها مدرسة لتخريج القادة ليكونوا في خدمة اﻻردن واهله واﻻمة وقضاياها.
(الرأي)