لم يتبجح القطريون بأن لديهم مبادرة ، ولا هم معنيون بلعب دور الوسيط ، لأنهم ببساطه طرف اساسي ، ومن يأتي إليهم من عباس إلى كيري إلى بان كي مون، يعلمون أن قطر هي طرف وطرف مهم في الصراع الدموي الدائر بين المقاومة الشريفة بغزه والعدو الصهيوني .

نعم قطر لم تفقد بوصلتها ، ولم تتأثر حين أعلنت طهران ودمشق والضاحية الجنوبية وقوفها إلى جانب حماس , فهذا عند قطر أمر والخلافات مع تلك الأطراف الإقليمية أمر آخر ، وهذا يعد بعد نظر وجرئه فريدة ونادرة .

فقد إدارة الدوحة الأزمة بحنكه وقدره فائقة ، وأمست عاصمة صناعة القرار العربي ، ولا أدل على ذلك من أن عباس قد جاء الدوحة وسيطا وخرج منها مقاوما, معبرا عن ذلك بخطاب رام الله المفاجئ.

التروي والانجاز هو دالة الأداء ألان , فلا حاجه لصعود المنابر لإعلان أن السيسي طاغية كما فعل بعض الموتورين , ولم تغط الدوحة في نوم عميق تفاديا للتعامل مع المشهد المشتعل , كما فعل بعض المتكلسين, لتوقظهم زيارة الأمير تميم من سباتهم , ولتنقذ بعضا من ماء الوجه الذي اريق على مذبح الجمود.

نعم قطر لم ينتابها التوجس والخيفة, حين استقلت بقرارها من أثمان قد تدفعها ثمنا للجرأة في تبني المواقف الوطنية والقومية، التي تتوق لها الشعوب العربية بشتى انتماءاتها السياسية والاجتماعية .

نعم قطر لمحبيها وكارهيها، موجودة وفاعله وشريكه في الانتصار التاريخي الموعود, ولا ينتابها الغرور حين أقدمت على ذلك , وقد يقول قائل ان هذا الموقف لم يكن ليحدث لولا أن هناك غطاء امريكيا لذلك, بدعوى ان الولايات المتحدة ترغب في إحراج إسرائيل، وربما أذلالها أو على الأقل الضغط عليها , وهذا ضرب من ضروب الخيال غير العلمي , فالذي يتابع التصريحات الإسرائيلية وبالأخص الوزير الاحمق ليبرمان, يكتشف حمله غير مسبوقة من الهوس والتحريض العلني والواضح بوجوب معاقبة قطر، وإغلاق قناة الجزيرة من جراء الأداء السياسي والإعلامي المؤثر والحاسم, هذا كله من جهة ومن جهة أخرى, كيف لأمريكا أن تغامر بربيبتها إسرائيل لمصلحة قطر بالذات, ولماذا لا تعطي هذا الدور لحليفتها الكبرى السعودية لأداء هذا الدور، هل هي الثقة بالقدرات القطرية، نعم ذلك كله يسقط فرضية الغطاء الامريكي المزعوم والمفترض لأننا ببساطه لم نعتاد على هذه القدرة في الأداء الجريء والمستقل . ثم الم تصل المعارضة السورية الى ابواب دمشق عندما ادارت قطر هذا الملف وعادت هذه المعارضة لتنتكس عندما تولت عاصمة عربية كبرى ذات الملف.

لذا نحن هنا لا نحرف الكلم، ولا نخترع أحداثا لنصل إلى هذه النتائج، بل نستند إلى ما يجري فعلا أمام أعين الجميع .

إذن هي شروط تفرض على اسرائيل بحد السيف, من قبل المقاومة المدعومة من أشراف الأمة.