العمرة في رمضان وغزة الآن
ظاهر احمد عمرو
24-07-2014 05:20 AM
مع أنه من الجميل أن تقضي الأواخر من شهر رمضان في رحاب الحرم المكي لأداء العمرة في أقدس الأماكن وفي أفضل الليالي وتشعر بروحانية عالية فإن هذا جزء من الإسلام.
أما ذروة سنام الإسلام حيث الجهاد الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي هناك في غزة.. والذي دفعني في هذا الوقت أن أقوم بأداء مناسك العمرة هو وصول دعوة لي من عزيز علي مدفوعة التكاليف حيث لا أستطيع رفض دعوته. وإلا فإنه من الأفضل في هذا الوقت أن تدفع تلك التكاليف لأهل غزة جهادا بالمال في سبيل الله.
إن ما يشغل بالي هذه الأيام هو غزة بصمودها وعزتها وكل مكوناتها، والعدوان الإجرامي عليها الذي أدى إلى دمار وقتل ومآسي إنسانية هائلة.
ورغم ذلك كانت العزة والرفعة وبوادر النصر هي ما جعلنا نؤمن تماما بحتميته لأنه جهاد في سبيل الله.
وهناك فرق بين القتال والجهاد، فالأخير هو دفع الظلم عن المستضعفين والمظلومين والمقهورين وتحقيق العدل وإيقاف الإجرام والصلف والجنون من هؤلاء الشياطين وإنهاء الإحتلال.
حيث أن غزة هي في عقلنا الباطن والظاهر في كل لحظة، فكان جل الدعاء لهم بأن ينصرهم الله ويشفي قلوب قوم مؤمنين.
حيث رأينا كيف أن الصدق مع الله واتقان العمل يعطي نتائج مذهلة من العزة والكرامة وعدم الخوف من الموت فالمصير إلى الجنة.
كما أننا نرى كيف كانت المقاومة في غزة كأنها السحر الذي وحد وجمع الأمة والإنسانية على رفض ذلك الإجرام. وكان الدعاء على المجرمين الصهاينة ومن عاونهم وشايعهم وعلى من يتشفى بأهل غزة ومقاومتها.
ولأن التفكير في غزة مسيطر علي فالغريب أن جل ما سمعته وبإصغاء تام من تلاوة القرآن في صلوات التراويح والقيام في هذه الليالي أراها كلها تصب في أحداث غزة وكأنها نزلت للتو تحدث بأخبارهم، وكأني لم أسمعها من قبل.
ولكن تطابقها مع الواقع هو ما جعلني أنتشي عزة وكرامة وأفرح بنصر الله سبحانه وتعالى آجلا أم عاجلا لهؤلاء المؤمنين. وأصبح عندي يقين بأن هذا الظلم لن يدوم قطعا والقضاء عليه والخلاص منه قريب إن شاء الله.