يأتي العدوان الصهيوني على غزة واهلها ليضيف الى قائمة النيران والجبهات الملتهبة حولنا جبهة جديدة عنوانها العدوان والاجرام الصهيوني بحق الاشقاء ، وهي نيران تتجاوز الارض الفلسطينية الى الاقليم سياسيا وامنيا.
ومثل أي حدث على الارض الفلسطينية فان الاولوية الاردنية تكون وقف النار ونزيف الدم الفلسطيني وتقديم كل ما هو ممكن من الدعم للاشقاء ، وهذا ما نتابعه ، لكن قضية غزة اليوم تتداخل فيها خلافات دول الاقليم والاستقطابات بين الدول ، وكل هذا عطل ويعطل كل جهد لايقاف النيران والقصف والموت عن أهل غزة ، فالجميع يدين اسرائيل لكن كل هذا لا يمنع سقوط عشرات الشهداء كل يوم ، والجميع يشيد بصمود المقاومين لكنه البحث عن فرح وانجاز لايمنع طائرات العدو من القصف على مدار الساعة ، فالجميع يمارس السياسة ، والبعض يراها فرصة لاستعادة شعبية انهارت ، والبعض يراها فرصة في صراعاته داخل دولته ، ودول تبحث عن اضعاف ادوار بعضها ، ولكل غاياته واهدافه ، لكن كل هذا على حساب دم الناس هناك الذي يسيل كل ساعة.
ليس عدلا ولا جزءا من حكاية التضامن ان تكون ارقام الشهداء والجرحى والدمار اليومي ادوات لاهل السياسة الذين يقيمون كلهم خارج غزة سواء كانوا من العجم او العرب او حتى بعض قادة القرار الفلسطيني ، فاذا كنا نفرح لقتل جندي صهيوني او أسر اخر وهذا حق ، فان علينا ان لاننسى اعداد الضحايا من المدنيين وحتى العسكريين من حماس الذين لا يعلم احد اعدادهم ، لان القتيل من العدو انجاز لمن يقاوم لكن من يموت من الاشقاء خسارة علينا.
شيئا فشيئا يتحول العدوان الى يوميات اخبار القصف واعداد الضحايا والشهداء وصور التدمير ، ولان الاشياء تتشابه من هذه اليوميات فستتحول الى روتين في حياة الجميع يتابعونها من بيوتهم ومقاهي المدن وربما من المدن السياحية التي سيغادر اليها الكثير من العرب قبيل العيد وخلاله.
الناس ليس بيدها شيء لكن الدول والقوى السياسية ادخلت عدوان غزة في حساباتها حيث الربح والخسارة ، وحسابات التحالفات وتصفية الحسابات على خلفية ازمات سابقة ، والعدو يحمل التفويض من اصدقائه وحلفائه ولا يتوقف عن القتل ، ونحن نمارس العد لاعداد الشهداء والجرحى وكأننا نبحث عن انجاز يدخلنا موسوعة جينتس او الفوز بجائزة رمضانية.
مسكين شعب غزة حين يتحول في نظر البعض الى ورقة سياسية لدول وجهات ، او طريق لاستعادة البعض دوره وشيئا من شعبيته او لرفع اسهمه الداخلية والاقليمية ، والخسائر في معسكر العدو انجاز للصامدين لكن الضحايا والشهداء والدمار في اهل غزة انجاز لمن، من اهل الحسابات ومستثمري العدوان ؟!
(الرأي)