أمس وأثناء فترة دوامي في الحبيبة "عمون" أيقذ نعاسي خبرا بإحدى الوكالات العالمية عن سماح كوريا الجنوبية للموظفين بأخذ القيلولة أثناء ساعات العمل... وما ان قرأت عنوان الخبر حتى إجتمع نعاسي بخيالي ليشكل ثنائيا "أردكوريا" متسائلا " لو طبقوها في الأردن شو راح يصير؟" وغطست بالخيال وقارنت..

العاصمة الكورية الجنوبية سيول إعتمدت هذه الخطة لزيادة إنتاجية الأفراد ورفع كفاءتهم وتقوم على السماح لهم بالخلود للراحة وأخذ غفوة نوم بسيطة لمدة ساعة بعد الظهر أثناء الوجود في العمل .. وفي العاصمة الحبيبة عمان راودني شعور قوي بأن تقوم حكومة الدكتور عبد الله النسور فور سماعها بتلك الخطة بتطبيقها وإطلاق إسم "الغيبوبة الوظيفية" عليها في إشارة من حكومتنا "الصاحية" بأن الأردني سيغرق بالنوم لدرجة "الغيبوبة" لتكون حجة جديدة وقوية بفرض ضريبة عليها بإسم ضريبة الراحة الوظيفية ...

كوريا منحت في قرارها الجديد الحرية للموظف باختيار ساعة للنوم في الوقت ما بين الواحدة والسادسة بعد الظهر، ولكن إذا ما غط الموظف في النوم لمدة أطول ليصل للدرجة الأردنية "الغيبوبة"، سيكون عليه إما مواصلة العمل بعد ساعات العمل الرسمية أو القدوم مبكرا في اليوم التالي... أما وإن انتهج الأردن الخطة الكورية فباعتقادي ستكون على الشكل التالي :

- يكون اختيار ساعة النوم للموظف الأردني من اختصاص الحكومة أو صاحب العمل (للقطاع الخاص) وغالبا ما ستكون تلك الساعة قبيل بدء الدوام الرسمي أي أن تكون ساعات الدوام سبعة بدلا من ثمانية مع خصم ساعات الغيبوبة بشكل تراكمي لاتزيد عن 5 إلى 6 ساعات في الأسبوع .

- "تسميع الموظف ما لا يقل عن ال"300 كلمة كتحميل جمايل " بالاضافة إلى تكرار المدير المسؤول جملة " من كثرة النوم صايرين كسالى ومبطلين تشتغلوا زي الناس ".

- قيام حكومة النسور بين الحين والآخر برفع السعر لضريبة الراحة الوظيفية مع تقليل عدد الدقائق في ساعة "الغيبوبة" لتصبح الدقائق بعداد الحكومة من 30-40 دقيقة.

مجلس العاصمة الكورية وعد بتخصيص المزيد من الأموال في العام المقبل لإنشاء أماكن راحة أكثر للموظفين ولكن في الأردن سيتم وضع قانون عمل جديد ينص على الزام الموظف بالعمل ساعة اضافية بدل ساعة "الغيبوبة" مع استمرار قانون ضريبة الراحة ما إن اعتمدت الخطة الكورية أصلا.. "وهاي ذاني وهاي ذاني".

وبحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن الكوريين الجنوبيين ينالون القسط الأقل من النوم من بين جميع الدول المتقدمة، إذ ينامون في المتوسط 469 دقيقة (7.8 ساعة) يوميا رغم ان معظم الأردنيين ينظمون يومهم بالعمل بوظيفتين أو أكثر وكل ذلك "بداعي الطفر"... لذا فساعة الراحة يتمناها الأردني "من قلة الراحة" ..

الغريب بالأمر وبعد التعمق في بحر الخيال كانت "الصحوة" فنجد أننا من سبق التجربة الكورية في هذا المجال لابل هم من سرقوا مننا هذه الفكرة .. دعونا نتذكر الوزير فلان والنائب فلان وفلان وفلان... ولابد ان لاننسى ان احدهم شفط نص مليار قبل ان نصحو من غفلتنا بعد حين من الدهر..

دعونا نسترجع بعضا مما سرقه الفاسدون ..ولنسأل كيف يخيل لنا ان تتعاظم كل تلك المشكلات وأن تيقى المديونية بازدياد وأن يستمر العجز المالي وأن تتفاقم الديون "وانظل نشحد من البنك الدولي" ،لو لم يكن لدينا مسؤولين "خم نوم" مثل "نومةأهل الكهف"...

لذا يتوجب على الكوريين الاعتذار الرسمي .. لان النوم أثناء العمل ميزة المسؤول الاردني وحقوق النوم محفوظة للمسؤولين الاردنيين وعلينا أن لا ننسى تجربة "غيبوبة" النواب تحت القبة ولساعات طويلة وندعو الاخوة "الكوارنة" للاطلاع عليها وتبادل الخبرات منهم ...
و"نوم العوافي للجميع"..