استفزتني سيارة بنمرة حكومية آخر موديل، على طريق المطار، تريد أن تنطح جميع السيارات التي أمامها لتطير ربما لادراك فطور رمضان .. يريد مني ان آخذ يميني فوراً وهناك قلابات على اليمين فلا مناص الا أن اتجاوز القلابات وأعطيه الطريق.. ولما أعطيته الطريق طار من شمالي وبصق وشتم (وكان معه اسرته واولاده) فاعطيته ضوء وحاول ان يقف حتى يكمل وقاحته، وشتم بأقسى العبارات وأشار إلى أن اتبعه ليصفي حسابه معي الا أنني تركته ليدرك المناسف..
هذا الشخص بنمرة سيارته الحمراء يمثل الحكومة واستهتارها بالمال العام وبالمواطن صاحب النمرة البيضاء، والقلب الأبيض، هذا الشخص بنمرته الحمراء يمثل حقيقة قاتمة تقول أن هناك في مجتمعنا فقط طبقتين الأولى الشعب والثانية الحكومة، بضنه وهو يستقل هذه السيارة أن أبواب السماء يجب أن تفتح له وليس فقط الطرقات على الأرض، يظن أنه بهذه النمرة يستطيع أن يبصق على الناس في الطرقات ويتناولهم بالشتائم إذا لم يفتحوا له الطريق.....
ماذا بقي للمواطن صاحب النمرة البيضاء (الحراث) وهي تسري عليه كل اصناف الظلم والخداع، المواطن الاردني سمع أكثر من مرة من الحكومة وهي تعلن انها ستراقب هذا الموضوع حتى عبر الاقمار الصناعية وذلك للتقليل من فاتورة الطاقة، وانها ستضع حدا لهذا الفلتان الذي يصدر من البعض، الحكومة تتعامل مع المواطنين وكأنهم مجموعة من المغفلين، وهي تصدر هذه القرارات، فالذي يتجول في مناطق عمان الغربية يجد سيارات النمرة الحمراء تبحث عن اشهر مطاعم الحمص والفلافل، ويجد السواقين فيها يفسحون اطفال واولاد الباشا أو معاليه أو.. قبيل الافطاروبعده في السهرات، يجد سواقي النمرة الحمراء يجوبون الطرقات حتى الفجر مع المدام والاولاد للبحث عن مشترياتهم ...
وصاحب الضمير من هؤلاء المسؤولين يقوم بعد ساعات الدوام باستبدال النمرة الحمراء بنمرة بيضاء على سيارته تجنباً لانتقاد المواطنين وللمخالفات من الجهات الرقابية إن وجدت.!!!..
كفى استفزازاً واستهزاءً بالمواطن فانه يعرف تماما، ان هذه السيارة وغيرها هي من جيبه وعرق جبينه، لم يعد يقدر على الاحتمال، المواطن الاردني انقصم ظهره وهرم وهو ينتظر جدية الحكومة في ضبط النفقات العامة فانهارت الثقة التي لا تبنى بالخطابات بل بالاجراءات الداعمة على الأرض، بصراحة المواطن الأردني يرى أن الأوضاع غير مطمئنة ولا تهيئ لقرارات صعبة قادمة، كما يرى أن شد الأحزمة التي تدعيه الحكومة يجب أن يطال النمرة الحمراء قبل البيضاء، عندها تبنى الثقة.