قطر وكأس العالم .. "المباركة" والوعيد
عواد الخلايلة
23-07-2014 04:39 AM
يتوقع أن تعود قريباً جوقة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إلى حيث كانت التسريبات والتشويشات تطلع على وسائل الإعلام بين حين وآخر، مرة بـ «المراجعة» وتارة بالتهديد بسحب ملف تنظيم كأس العالم 2022في الدوحة.
مثل هذه الجوقة اعتاد عليها المواطن العربي على وجه الخصوص والمواطن في كل أنحاء العالم، ومع ذلك لم يقتنع أي مواطن على الكرة الأرضية بأي تصريح من تصريحات «فيفا»، والسبب أن الدوحة لم «تسرق» ملف التنظيم، بل فازت بالتصويت، وكان الاتحاد الدولي برئيسه وكامل أعضائه والحشود القارية والدولية شاهدة على ما جرى في اليوم الذي شهدته قرعة التنافس، فما الذي جرى بعد هذه «المباركة».
الدوحة القطرية واحدة من عواصم العالم التي تقدمت بملفها الى الاتحاد الدولي، وهي تقدمت بملفها لتنظيم كأس العالم 2022، وهي كانت قادرة فعلاً على أن تتقدم للتنافس على كأس العالم 2018 ولكن الدوحة ارتأت أن تأخذ الدولة مداها حتى يتعزز المناخ الناجح للبطولة، سواء في إرساء قواعد المرافق الرياضية التي تتوافق مع متطلبات البطولة لتضاف الى مرافق جاهزة من شأنها أن تستقبل المنتخبات المشاركة لغايات المنافسات أو التدريبات، أو إرساء وتهيئة ظروف تتناسب مع حجم الجماهير المؤازرة للمنتخبات، حيث تشهد قطر توسعاً افقياً وعمودياً من شأنه أن يحتضن كل من يقدم اليها، سائحاً أو مشجعاً.
ما يلوّح به الإتحاد الدولي من تهديدات بسحب الملف القطري، تلويح غير أخلاقي ولا يتماشى مع أعراف الاتحاد الذي يمثل مظلة لكل الاتحادات الدولية في العالم، ولا يتماشى مع أعراف ومبادئ كرة القدم التي استحوذت على البشرية بسبب ما وفرته للعالم من مشاركة ومتابعة وفق أنظمة وقواعد راسخة، من جهة، وما اتاحت لرياضيي العالم وشعوبهم من عدالة اجتماعية، من جهة أُخرى وإلا لجعل الإتحاد الدولي أمر المشاركة والتنظيم محصوراً برأيه الشخصي، فهل يعقل هذا؟!
التسريبات والتشويشات التي تحمل الى وسائل الإعلام أعذاراً لا يقرها منطق أو يقف عندها عقل لحظة، كتلك التي تصدر عن الإتحاد الدولي ومن يقف وراء هذه التشويشات تحت ذريعة شدة الحرارة أو دفع رشاوى لمسؤولين في الاتحاد الدولي، ستظل تسريبات غير مقنعة، وتشويشات لن تؤثر على مسيرة قطر بالاستمرار في إنجاز كل ما تعهدت به ويخص بطولة كأس العالم.
الأمر الآخر الذي يدحض كل هذه المزاعم هو أن قطر قطعت شوطاً طويلاً في الشأن الرياضي ومناخاته المصاحبة، وقد تقدمت فيه على دول كثيرة وعريقة بفضل ما سخرته من امكانات وقدرات وما تتسلح به من خبرات اكتسبتها من خلال التعاون مع كثير من الدول الصديقة التي لها باع طويل في مختلف الرياضات، وما تصدت له من تنظيم بطولات على المستوى العالمي وعلى مستوى القارة الآسيوية، ولعل تنظيم دورة الألعاب الآسيوية في جميع الألعاب والرياضات 2006 ولأكثر من 40 دولة يؤكد قدرة قطر على تنظيم كأس العالم 2022 مع أن هذا الأمر مفروغ منه وانه لا خلاف عليه، إلا إذا كان للاتحاد الدولي نوايا مبيتة ويبحث عن ذرائع لا أساس لها.
لقد شاهدنا بطولة كأس العالم 2014 التي استضافتها البرازيل، وقد كانت الأخبار تتناقل كل يوم حول عدم اكتمال بعض المرافق ومنها الرئيسة، وشاهدنا اللاعبين والجمهور وقد عانوا من شدة الحرارة والرطوبة، إضافة إلى احتجاجات كبرى اجتاحت هذه الدولة، ومع ذلك تلقت البطولة اشادة من الاتحاد الدولي بينما النقد يوجه لبطولة ستبدأ بعد ثمانية أعوام، وهي سنوات كفيلة بأن تجعل من بطولة كأس العالم 2022 حدثاً استثنائياً في كل النجاحات، بعون الله.
بقي أن أقول؛ إن الدفاع عن الملف القطري هو هجوم باتجاه من يسعون إلى منع العرب من هذا الحلم والإنجاز الحضاري..
(الرأي)