السناتورة دايان فاينستاين، وتحمل مسؤولية رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، تعتقد، بعد اسقاط الطائرة الماليزية المدنية في حدود المناطق الموالية لروسيا من أوكرانيا، أن الحرب الباردة اعيدت الى العلاقات الاميركية - الروسية!!.
وفاينستاين، ولاسمها دليل معتقدي ديني، تدعو اوروبا في مقابلة مع CNN، الى الانضمام للعقوبات التي فرضها الرئيس أوباما على روسيا، لأن الرئيس بوتين يتجاهلها كلياً. والمطلوب، حسب السناتورة، موقف شجاع يعلن فيه بوتين مسؤولية المتمردين عن اسقاط الطائرة.. سواء أكانت هذه الفعلة حدثت بالخطأ، أو بالقصد المشين!!.
والحرب الباردة التي تعتقد عضو مجلس الشيوخ وقوعها ليست حرباً دعائية بين المعسكرين ولم تكن أبداً، ذلك أن مسرح هذه الحرب كانت تطول كوريا، وفيتنام، والصين، والشرق الأوسط بحروب حقيقية كانت الولايات المتحدة تدخلها نيابة عن المعسكر الغربي، واكتفى الاتحاد السوفياتي بدعم حلفائه بالسلاح والدبلوماسية!!.
- لماذا تريد السيناتورة فاينستاين ان تنضم اوروبا إلى الولايات المتحدة في عقوباتها التي اعلنتها على روسيا والرئيس بوتين؟.
-.. والسؤال هو فعليا لماذا تريد ان تنضم اوروبا الى الحرب الباردة.. او ما يشبهها؟!.
والسؤال هنا يهمنا في العالم العربي ويهم العالم الذي اصبح عالما ثالثا. فأوروبا غير مستعدة لدخول صدام مع الجار الروسي من اجل صراعات داخلية في اوكرانيا. فهناك علاقات متينة وثرية وقابلة للنمو بين أوروبا وروسيا. ولا يوجد اوروبي عاقل يضرب هذه العلاقات بقدمه لان الرئيس الاميركي اتخذ قرارا يعرف الاوروبيون جديته من جملة قرارات اتخذها الرئيس الأميركي وبقيت حبرا على ورق!!. ولعل عدم انضمام اوروبا الى تلويحات اميركا (وإسرائيل) بالحرب على مشروعات إيران النووية، هي التي ارغمت واشنطن على مفاوضات 5+1 لحل الازمة مع ايران حلاً تفاوضيا، فاوروبا تعرف ان تهديدات واشنطن هي تهديدات فارغة، وانها تستطيع ان تزوغ منها وتتفادى فخاخها بالانضمام اليها بعد تخفيفها الى حدود المفاوضات!!.
نحن ايضا، يجب ان لا نأخذ سياسات واشنطن وصوتها العالي مأخذ الجد، فالحصيلة التي وصلنا اليها في الموضوع الفلسطيني لم تكن الا صفرا، تضيفه واشنطن الى انحيازها التاريخي لاسرائيل، فلو كانت واشنطن جادة فعلاً في دعاوى الدولة الفلسطينية، ومفاوضات الحل النهائي لما كانت اسرائيل تتجرأ على هذا العدوان المجنون على غزة، والفتك بشعبها الاعزل، فاعطاء الفلسطينيين بعض الامل في موقف اميركي متوازن كان سيقلل من حجم الغضب الذي يصل الى حد قبول الموت القادم تفادياً للموت البطيء جوعاً وحصاراً وتحقيراً لكل ما هو انساني!!.
طبعاً من مصلحة السيناتورة فاينستاين وامتداداتها الصهيونية في الادارات الاميركية، خلق حالة الحرب الباردة في اوروبا والشرق الاوسط والعالم، فالصهيونية كالفطر تتكاثر بين اقدام المحاربين وفي كواليس الحروب الباردة سواء بسواء!!.
(الرأي)