مواطن بلجيكي دأب طوال 20 عاما على عبور الحدود نحو ألمانيا بشكل يومي على دراجته الهوائية حاملا على ظهره حقيبة مملوءة بالتراب، وكان رجال الحدود الألمان على يقين أنه «يهرّب» شيئا ما ولكنهم في كل مرة لا يجدون معه غير التراب !
السر الحقيقي لم يكشف إلا بعد وفاة السيد «ديستان» حين وجدت في مذكراته الجملة التالية: «حتى زوجتي لم تعلم أنني بنيت ثروتي على تهريب الدراجات إلى ألمانيا»!!.
وزير خارجية أردني دأب طوال خمس سنوات على عبور الأجواء والبحار والمحيطات نحو كل أصقاع الدنيا وبشكل يومي حاملا معه التنديد والشجب والاستنكار، وكان رجال الحدود في مختلف دول العالم على يقين أنه يحمل شيئا مهما ولكنهم في كل مرة لا يجدون معه غير الشجب والتنديد والاستنكار !!
السر الحقيقي لن يكتشف الا بعد خروج وزير الخارجية من الحكومة، حيث ستجدون في مذكراته الجملة التالية: حتى رئيس الحكومة لم يكن يعلم أنني بنيت مواقفي الدبلوماسية فيما يدور في المنطقة بان لا أوجد نهائيا في عمان، وبذلك استطعت تهريب الموقف الرسمي فيما يجري حولنا من أحداث بحجة: الوزير مسافر !!
حين تنزف «غزة» كل هذه الدماء.. ونعجز عن استدعاء السفير «للتشاور» أو حتى لأكل «القطايف» .. ندرك حقيقة مدى حرص الدبلوماسية الاردنية على مصالحنا الاقتصادية خصوصا أننا من كبار مستوردي «الجزر» من إسرائيل.. وفي حال طردنا السفير الاسرائيلي أو استدعينا سفيرنا من هناك من أين ستأكل «أرانب الاردن» الجزر ؟!!
حين سأل وزير الخارجية قبل أيام عن قيام العراق باستدعاء سفيرهم في عمان.. أجاب: إنه إجراء عراقي !!
شكرا معاليك على التوضيح، حقيقة كنت أعتقد أنه إجراء «فنزويلي» أو ربما إجراء «برازيلي» أو حتى إجراء «كولالمبوري»، ولكن تبين بعد توضيح معاليك أنه إجراء «عراقي» !!
بكل برودة أعصاب، وبمواقف مبطنة تتعامل الدبلوماسية الاردنية في كل ما يجري من حولنا ومنذ تأسيس الدولة مش حافظين غير هالكلمتين:
«نؤكد موقف الاردن الثابت من قضايا المنطقة» .. وكأن الاردن «صنم» ثابت أبتحركش لا شمال ولا يمين وليس «دولة» تتعاطى مع كل ما يجري في المنطقة !!
بما أن الوزير حالف مايسوّيله «نفيله» .. من شعب الاردن .. إلى أهل غزة.. «الله يقوّيكوا» !!
(العرب اليوم)