أحمد الطيبي وبمعنى أدق أحمد العربي حمل ذات انتفاضة الطفلة الشهيدة إيمان حجو قبل ان تزرع في التراب لتنبت منها غابة صبايا، فكسروا ذراعه، وحين شاهدته على منصة الكنيست يسخر من الاحتلال ويقول لغزاة بلاده وجها لوجه...
ان من يحتلنا هي استراليا وليس انتم، لكن الجلادين لا يعرفون السخرية التي هي في اقصى درجات المقاومة كما يقول جوج لوكاتش لقد قال صديقنا الباقي لاحمد العربي متى تشهد؟ وها هو احمد يشهد وفي احشاء الوحش وليس على بعد ألف ميل من دبابته وجرافاته،أخي احمد..أختي حنين..
انتما تنطقان باسم كل واحد منا على امتداد خطو الطول والعرض لهذا الكوكب المحتل والمختل، والكنيست الذي لم تحل ديمقراطيته الاسبارطية دون تقييد يدي حنين الزعبي ليس عرينا، انه مجرد مستوطنة وقد يكون اقرب الى الوكر ان التسميات السياسية للجغرافيا والتي تمزقها بالسكين لا قيمة لها، فانتم لستم عرب اسرائيل كما اطلق عليكم وكلاء الاحتلال وسماسرته لانكم عرب العرب بامتياز جليلي وعكاوي وناصري.
والخطوط ليست خضراء او زرقاء او رمادية، لان فلسطين قوس قزح الذي يتعذر الغربان ان تفك الاشتباك بين ألوانه.
اخي احمد واختي حنين انتما ومن معكما من عرب العرب اديتم دورنا في غيابنا وخلال عقود من نسيانكم، لهذا تستحقون بجدارة ان نطلق اسماءكم على كل شجرة زيتون وتين وصفصاف وسرو، لان جذور هذه الاشجار رضعت من دمكم ولها حفيف بالعربي الفصيح بفضل صمودكم.
كم نحن يا اعزائي محرومون حتى من الاعتذار الذي يعيد الينا التوازن المفقود، لاننا لسنا هنا ولسنا هناك، واصابعنا قد تكتب وتعزف وتنحت وتشهد لكنها بلا زناد!
هل اعتذر لانني خرجت عن تقاليد العرب التي تحرم الثناء على الاحياء وتشترط لمن هم جديرون بالتحية والعناق ان يكونوا موتى او شهداء!
(الدستور)