التسول ،،، مهنة بدون تعب ؟!
د. بلال السكارنه العبادي
20-07-2014 05:11 AM
يشكل التسول في المناسبات العامة والدينية خاصة ظاهرة تستحق التفحص والتمعن بها ، ولا بد من النعامل معها بمنتهى الجدية والصرامة من قبل الجهات المختصة لما لها من دور سلبي في المشهد والسلوك العام ، بالاضافة الى زيادة التاثير على المحتاجين والفقراء الذين هم بحاجة الى دعم من قبل الجهات الحكومية او الجمعيات الخيرية او ذوي الايدي البيضاء الخيره .
وما نشاهده في الشوارع العامة وامام المرافق العامة والمساجد وكافة اماكن التجمعات العامة من مظاهر المتسولين وبكثرة ، خاصة في شهر رمضان المبارك ، يطرح التساؤل التالي : بان هذه الظاهرة هل هي مهنة يمارسها مجموعة من الاشخاص ضمن عمل مؤسس من حيث الادارة والتنقل وتوزيع المتسولين في هذه الاماكن ومن ثم تجميعهم وبرواتب شهرية محددة .
علماً بان حجم المتسولين بالاردن يشكل ارقام كبيرة تحتاج للدراسة ، وهل هو مرتبط بارتفاع ظاهرة الفقر والعوز لدى الناس ام عدم الرغبة لدى الكثير من العمل كون الاجور متدنية ، وبالتالي ان تحقيق عوائد مادية افضل من خلال القيام بالتسول حتى اصبحنا نسمع ارقام مرتفعة كعوائد من التسول .
إن السيطره على هذه الظاهرة شبه مستحيل لان القانون يجب تغيره ووضع مواد تحكم عملية التسول بشكل افضل ، وعندها يمكن السيطره على مثل هذه الظاهرة ، هذا من جانب اما من الجانب الاخر لماذا المواطنين يمتنع عن تشجيع واعطاء اية مبالغ لهؤلاء المتسولين ، ولماذا المحسنين لايتوجهون لدعم الجمعيات الخيريه لتبني العائلات المحتاجة .
ولكون ظاهرة التسول متجددة وتتغير حسب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، الا ان اسلوب وطريقتها اصبحت تاخذ اشكال ومظاهر مختلفة ، حتى ان بعضهم يتسول باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك بالاضافة الى اي استخدام الكتروني توحي بتطور اساليب ووسائل التسول .
ولذا فاننا نتمنى على كافة الجهات المختصة الحكومية سواء وزارة التنمية الاجتماعية والامن العام وغيرها ان تمارس دورها في الحد من هذه الظاهرة ومتابعة كافة انواع واشكال التسول ومعاقبة من يقوم بذلك ، وان تقوم كافة المؤسسات الدينية بمحاربة هذه الظاهرة وتوعية المواطنين بعدم مساعدة هؤلاء المتسولين والعمل على الحد منها ما امكن .