تحديات البطالة والتنمية والتوظيف !
مثقال عيسى مقطش
20-07-2014 05:00 AM
ان التنمية والتوظيف يدعمان بعضهما ، وان التنمية تخلق فرص التوظيف مثلما أن خلق فرص التوظيف يؤدي الى التنمية . كلام عملي يتطلب وقفة بتمعن ، وهذا ما قاله الدكتور طلال ابو غزالة في اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة ، داعيا شباب اليوم في عصر تقنيات المعرفة ليبادروا إلى تمكين أنفسهم من خلال فهم أن صنع المعرفة هو الطريق الى صنع الثروة وفرص العمل .
ويحضرني في الذاكرة تعريف الفيلسوف الفرنسي " البيركامو" للثقافة بقوله " انها صرخة الرجال في وجه قدرهم" ، وما قاله وزير المالية الفرنسي الاسبق "دومينيك شتراوس" على هامش واحد من اجتماعات الدول السبع الغنية ما معناه " لا تكمن مشكلة البطالة في فرنسا في ضرورة معالجة مرونة السوق بقدر ما تتصل بمدى القدرة على تأهيل القادرين على العمل ". ويقودني الوضع الى سؤالين هما :
السؤال الاول : أين نحن من ادراكنا لحقيقة ان البشر هم صانعو المعرفة ، ولكنهم ايضا صنيعتها . . وان نفع المعرفة لا يتوقف على مضمونها المجرد ، وانما على مدى اسهام هذا المضمون في ايجاد حلول لقضايا يجري الاهتمام بها في مجتمع معين وفي وقت معين ، وفي مقدمتها الحلول العملية لمشكلة البطالة بين اروقة الشبيبة الجامعيين وحملة شهادات كليات المجتمع !؟
والسؤال الثاني : هل حان الوقت ان يقوم كل مواطن باعادة النظر في مسلكياته التعليمية ، وان تعزز الجهات المختصة مقومات ثورة بيضاء في نوعية التعليم والتوجه نحو التعليم التطبيقي ، والعمل على اقامة مشاريع انتاجية لمتطلبات حياتنا وبما يوفر فرص وظيفية للباحثين عنها من خلال الممارسة الصحيحة لمنظومة التدريب المستمر ، تطبيقا لحكمة يابانية " لا تعطي محتاج سمكة ليأكلها ، بل علمه كيف يصطادها " !!
وكيفما جاءت الاجابة على السؤالين ، فيأتي الرد المنطقي بصيغة سؤال هو : هل استطعنا بعد كل التجارب على مدار اكثر من اربعة عقود زمنية ان نطور في عقلية الطالب الجامعي ومناهج التعليم بما يوفر لدينا خريجين لديهم الرغبة والقدرة على اختراق السوق من خلال عمل حر ينمو مع مرور الوقت .. ام فقط تضاعفت لدينا ارقام واعداد حملة الشهادات ، وهم غير متمتعين بثقافة الاعتماد على الذات ، لا بل الاتكالية على الاهل والاقتراض من المعارف والاصدقاء !
ان الواقعية تعكسها مقولة " اديسون "وهي : ان النجاح ليس كله ذكاء ، وانما 10% ذكاء ، والباقي 90% مثابرة ! واين نحن من عبارة استقيها من رسائل اخوان الصفا في القرن الثالث الهجري" قطعة الحديد بدرهم ، فاذا صنعتها استرلابا صارت بمائة دينار ، اي الاف اضعافها"، وما قاله ابن هندو : اي مجتمع بلا صناعة لا يأمن الفقر او الفاقه !؟
وخلاصة القول : انها منظومة تحديات البطالة والتنمية والتوظيف.. فهل وضعنا استراتيجية بمحددات زمنية ورقمية لمعالجتها وصقل مفاهيمها !؟