جامعاتنا في دائرة الضوء .. جوهرة الجامعات مثالا
20-07-2014 04:58 AM
لا يكاد بخاف على كل متابع ومنصف يقيّم واقع التعليم العالي بموضوعية تلك الجوانب المضيئة والمشرقة والمشرّفّة التي تقوم بها الجامعات لتحقيق رسالتها العلمية والتنويرية والثقافية والوطنية تجاه إعداد الأجيال، لتكون هذه الأجيال معاول بناء وبراعم خير تنعكس آثار ذلك على مفهوم التنمية الشمولي الذي تسعى الدولة الأردنية الى تحقيقه.
وأتساءل هنا لماذا لا تكون نظرتنا إيجابية للأمور رغم وجود بعض التحديات والصعوبات التي تواجه مسارات الحياة ومنها مسار التعليم العالي؟ آخذين بعين الإعتبار النقد البناء المنطلق من وضع مصلحة الوطن فوق كل الإعتبارات، ومتسامين عن النقد الهجومي والهدّام من قبل أعداء النجاح وأعداء الحياة، والذي غالبا وللأسف ما يرتبط بأجندة خاصة أو أجندة الأنا المقيته التي ينتهجها البعض. ولكن هذه السلبيات وأن وجدت فالكل مسؤول عن معالجتها بضمير مؤسسي حي من قبل الذين يعملون ويعملون بصمت وصدق وتفان دون الإلتفات الى مغنم رخيص او شوفانية باهته ولا يضيرهم حب الظهور والإستعراض، لأنهم في ذات الوقت لا يلتفتون الى الصغائر ويسعون لتعميق ما يفيد الناس ويمكث في الأرض، إيمانا منهم بضرورة الحفاظ على إحترام قدسية العمل المؤسسي ليكونوا الأمنا ءالأمناء على القيام بالواجب والنهوض بالمؤسسة يوصلون الليل بالنهار لديمومة النجاح وتحقيق الأهداف العليا للمؤسسة بعيدا عن كل مصلحة خاصة.
نعم، ايتها السيدات ....أيها السادة إن جامعاتنا في دائرة الضوء وترفض أن تعيش في العتمة أو ان تسير لا سمح الله في نفق مظلم، حيث أفرزت جوانب كثيرة ايجابية هي مدعاة للإعتزاز لا ينكرها إلاّ متجن أو جاحد.
فعلى سبيل المثال، جامعة العلوم التكنولوجيا الأردنية "جوهرة الجامعات" ذلك الصرح الأكاديمي الوطني الشامخ، قطعت شوطا كبيرا بتحقيق أهدافها ورسالتها، وأخذت تضع نفسها على خريطة العالم العلمية من خلال معايير عالمية ودولية عدة، حيث أن خريجيها ينتشرون الآن في أصقاع شتى من دول العالم يحملون مشاعل المعرفة والتمّيز حققوا ويحققون النجاح تلو النجاح في كافة مجالات المعرفة في العلوم الأساسية والهندسية والطبية، وحملوا إسم وطنهم عاليا وجامعتهم التي تخرجوا منها، وكانوا بحق خير سفراء لجوهرة الجامعات وإمتدادا حقيقيا لتحقيق رسالتها وأهدافها.
جوهرة الجامعات تضم أساتذة مؤهلين تخرجوا من أفضل الجامعات العالمية ونقلوا تجربة هذه الجامعات إلى طلبتهم تدريسا وبحثا، وحقق الكثيرون منهم إنجازات كبيرة في تخصصاتهم، يدعم ذلك أرقام وإحصائيات تبين نشر الأبحاث العلمية في مجلات علمية مرموقة، والحصول على جوائز تقديرية في تخصصاتهم فكانوا بحق فرسانا نشد على أياديهم ونصفق لهم ولإنجازاتهم التي هي في واقع الحال إنجازات للوطن.
جوهرة الجامعات تضم طلبة متميزين فهي تختار أعلى معدلات القبول الجامعي، مما ُيشكل مدخلا قويا ورصينا من مدخلات التعليم الجامعي لدراسة الطب وطب الأسنان والصيدلة والهندسة والعلوم الأساسية، الأمر الذي ينعكس بالطبع على مخرجات قوية ورصينة مستندين على أرضية صلبة تؤهلهم للإنخراط بالعمل في مجتمعهم بثقة وإقتدار، هذا بالإضافة إلى إمتلاك طلبتنا لطاقات إيجابية تسعى جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية لإحتضانها وإستثمارها وتوجيهها بمنهجية علمية واضحة.
جوهرة الجامعات تمتلك بنى تحتية وفوقية متمّيزة فالمختبرات التدريسية والبحثية مجهزّة بأحدث التجهيزات، يرافق ذلك دعم الأبحاث العلمية للأساتذة وحضور المؤتمرات العلمية ومشاريع طلبة الدراسات العليا بسخاء من جهة وترشيد للنفقات من جهة أخرى.
جوهرة الجامعات تضم مكتبة مجهزّة بأحدث الوسائل للحصول على المعلومة الحديثة والدقيقة التي تهم الطالب والمدرس والباحث وفيها قاعدة بيانات تمتاز بالشمولية والحداثة والتطوير المستمر.
جوهرة الجامعات تشتمل على مراكز بحثية ومراكز تطوير أكاديمي وإستشارات ضمن أفضل المعايير الدولبة ومنها مركز الأميرة هيا للتقانات الحيوية ومركز الدراسات الدوائية ومركز الإستشارات ومركز الملكة رانيا لعلوم وتكنولوجيا البيئة ومركز الطاقة ومركزالنانو تكنولوجي والحاضنة التكنولوجية ومركز التطوير الأكاديمي التي تعتبر رديفا مساندا لخدمة العملية التدريسة والبحثية وخدمة المجتمع.
جوهرة الجامعات تضم مشتشفى تعليميا متمّيزا في كوادره الطبية والتمريضية والفنية، يقدم أفضل الخدمات للمرضى ويدرب ويؤهل طلبة الطب على مستوى درجة البكالوريس ودرجة الاختصاص العالي في الطب في مختلف التخصصات.
جوهرة الجامعات سعت وتسعى وتعمل في ضوء الشمس وفي وضح النهار دون كلل ولا ملل ولا تنظر إلى الخلف أبدا، سعيا منها للسير بقوة وثقة لتبقى نبراسا مضيئا ومركز اشعاع علمي وحضاري ولا تلتفت إلى قوى الشد العكسي التى تسيطر عليها لغة الأنا ولا تعير إهتماما للذين على أعينهم غشاوة ويمارسون الإبتزاز المؤسسي ويقفون في وجه تصحيح المسار لمعالجة أخطاء قد أرتكبت، إما عن سوء تقدير او عدم متابعة أو عن قصد لتبقى دائرة الأنا تفتك وتسيء الى الإنجاز الذي تحقق في هذا الصرح العلمي المتميز الذي أصبح محجا لكثير من طلبة العلم من أكثر من 50 بلد في العالم ماليزيا، اندونيسيا، نيجيريا، الكويت، السعودية وغيرها الكثير حيث عقدت إتفاقيات مابين الجهات المسؤوله في بلدانهم وبين الجامعة)... هؤلاء الطلبة الوافدون إلتحقوا بجوهرة الجامعات وكانت العلاقة بينهم وبين جامعتهم علاقة الأرض العطشى بحبات المطر في صيف حار واندمجوا في مجتمع الجامعة التي هيأت لهم المناخ الأكاديمي الممّيز والرعاية والمتابعة الحثيثة من رئيس الجامعة وإدارتها وعن طريق مكتب خاص للطلبة العرب والأجانب يتابع شؤونهم بإستمرار.
إنها دعوة منصفة، لإحترام المؤسسات التي تسير في ركب النجاح، وأن لا ندع مجالا لجلد الذات والتقليل من حجم الإنجاز الذي تحقق خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل خاص، إضافة إلى البناء التراكمي الذي تحقق منذ تأسيس الجامعة، إنها دعوة لنعمل معا على تعظيم الإيجابيات وتعزيزها ولا يتحقق ذلك الا بنكران الذات، وان ننطلق من منطلق في تقديم الواجبات التي تنهض بالمؤسسة والوطن على المطالب النفعية والفردية والذاتية، لأن التقوقع داخل مصلحة الأنا على حساب المصلحة العامة يقود الى التراجع وما أقسى ذلك على النفس السوية التي تعمل لتعلو أسوار الوطن والنهوض بمقدراته والحفاظ على إنجازاته.
ولتبقى جامعاتنا منارات تسعى للنهوض بمسارات التنمية الشاملة في أردننا الغالي تسير على طريق التمّيز والإبداع ولتبقى جامعاتنا حاضنات وعي وفكر ونهضة كما وصفها قائد مسيرة العلم والعلماء جلالة سيدنا الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين أعزه الله وأدام ملكه، ولتبقى جوهرة الجامعات صرحا وطنيا شامخا يزين وجه الوطن ويبث العزيمة في النفوس الكبار التي تترفع عن الصغائر التي تعمل وتعمل وتعمل ولا يضيرها قول مصفّرة حروفه باهتا نباته، لأنها تعمل ليأتي الحصاد أخضر يانعا في كل يوم تشرق فيه الشمس ليستمر نبع العطاء والإنجاز.