الطراونة : الاردن يحذر من استمرار الظلم الواقع على الفلسطينيين
17-07-2014 10:33 PM
عمون - قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة إننا في الأردن ومن منطلق الوحدة الموضوعية التي تربطنا بالأشقاء الفلسطينيين حذرنا من على كل المنابر وأمام كل المحافل العربية والدولية من استمرار الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
جاء ذلك في كلمته أمام اعمال الدورة الحادية والعشرين الطارئة للاتحاد البرلماني العربي حول العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني التي عقدت اليوم الخميس في القاهرة برئاسة رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم وحضور الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ورؤساء المجالس النيابية والشورى العربية.
ولفت المهندس الطراونة الى تنبيه جلالة الملك الى أن المماطلة الإسرائيلية في الالتزام بمسار المفاوضات السياسية التي تعيد الحق لأصحابه وبحدود لا تقل دون إعلان الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس، وصون حق العودة والتعويض من المساس أو أي محاولات للمصادرة، هي تسويف في إعادة الحق لأهله، وبغير ذلك فتستمر أزمة الشرق الأوسط بأسره، والإقليم على خصوصيته، أزمة مفتوحة على المجهول، وظلما أمده سيطول، وعتمة قد لا تزول.
وقال ان الموقف الرسمي الأردني عبر عن حق الشعب الفلسطيني وأجياله التي تتوالد تحت وطأة الاحتلال، وتنشأ تحت نير الحرب والاقتتال، في أن ينال كامل حقوقه الإنسانية غير منقوصة، وأن ينال حصته من الحياة بعدالة ومساواة شأنه شأن باقي الشعوب الحرة الآمنة المُستقرة.
وأضاف إنه من واجب البرلمانات العربية التي تنهض بمسؤولية تمثيل الشعوب،وأن تعبر بكل حزم عن الشجب والإدانة والاستنكار لممارسات الاحتلال الإسرائيلي العنصري الآثم، مع مواصلة دعم جهود الحكومات في ملاحقة الإجرام الإسرائيلي قانونيا، وإلزامه بالتوقف عند حده، وهو حد الحق الفلسطيني في العيش بالسلم والأمن، وانتظار المستقبل المنشود.
وقال أقل ما يمكن القيام به تجاه أشقائنا في قطاع غزة، أن نُلبي نداءهم بالنصرة والإغاثة للمدنيين الذين يتعرضون للقتل يوميا والمهددون باستمرار بمصادرة أرواحهم بعد أرضهم. وعليه فإني أقترح هنا القيام بالخطوات التالية، دعما لجهود اتحادنا العربي وتضامنا مع كل هم عربي ووجع يصيب المواطن العربي، وهي:
أولا: الضغط على الحكومات لتقديم المزيد من جهود الإغاثة الإنسانية لأهلنا في قطاع غزة، والاستفادة من الخبرة الأردنية في إيصال تلك المساعدات الطبية والغذائية والحاجات الأساسية، من خلال الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية التي تواصل يوميا إرسال قوافل الخير دون توقف وانقطاع، مع دعم الجهود الطبية التي تقدمها المستشفيات العسكرية الأردنية هناك.
ثانيا: تفعيل مقررات القمم العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وتفعيل جهود اللجنة العربية التي أسند لها مهمة تنفيذ جولات دولية للتعريف بالحق الفلسطيني، وتفنيد الادعاءات الإسرائيلية ومبرراتها في الحرب اليومية التي تشنها على شعب أعزل طال أمد إقامته تحت نير الاحتلال وظلمه.
ثالثا: تشكيل لجان عربية قانونية تُعنى بجمع الأدلة والوثائق التي تدين الإسرائيليين وتُعرف بجرائمهم الإنسانية بحق أشقائنا الفلسطينيين، على أن تنسق هذه اللجان عملها مع لجان عربية أخرى تنشط في ذات المجال، واتباع الوسائل القانونية الدولية في تقديم الحجة والبرهان القاطع على إدانة الاحتلال الإسرائيلي.
رابعا: أن يُسند لذات اللجان مهمة جمع الأدلة على الانتهاكات الإسرائيلية الإنسانية بحق الفلسطينيين وتقديمها للهيئات المتخصصة دوليا بحماية حقوق الإنسان، والعمل على إيصال رسالة واضحة للعالم مفادُها بأن إسرائيل تدعي رغبتها في السلام، وتمارس من تحت هذه المظلة أبشع انتهاكات لحقوق الإنسان في العالم بأسره.
واكد الطراونة لا ينبغي أن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما يجري اليوم في غزة، وعلينا أن نبلور خطوات حقيقية على طريق الحل الجذري للقضية الفلسطينية، الواجب الحفاظ عليها لتظل في صدارة الهم العربي، وفي طليعة اهتمامات العمل العربي المشترك، فهي جوهر الأزمات العربية، واستعصاء حلها هو عقدة الثقة بين الشعوب العربية والمؤسسات العربية الرسمية والأهلية الداعية للوحدة والتضامن العربي المشترك.
كما اكد إننا في الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، ما زلنا في طليعة الدول العربية التي تُذكر دوما بمركزية القضية الفلسطينية وأنها جوهر قضايا الشرق الأوسط، واعتبار حلها على أسس عادلة هو المفتاح السحري لحل الأزمات العربية والإقليمية، وأن أي بوصلة في العمل العربي المشترك لا تتجه نحو فلسطين فهي بوصلة عوجاء، ومؤشرها مُضلٍل.
و اعرب عن امله في نجاح جهود المجتمعين الساعية إلى صناعة العمل المشترك والمتضامن بالمسؤوليات جميعها، دون تقصير أو ضعف أو تراخ.
وأكد الاتحاد البرلماني العربي مساندته لتوجه القيادة الفلسطينية الى الامم المتحدة طلبا للحماية الدولية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال،ودعا الى ضرورة وجود تحرك عربي واسع على جميع المستويات لتأمين النجاح لهذا الطلب.
وأعرب الاتحاد البرلماني العربي عن أمله في نجاح المبادرة المصرية للجم العدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة مع عدم تكراره ،مشددا على ضرورة رفع الحصار الاسرائيلي الظالم المفروض بالقوة العسكرية المسلحة المعتدية ضد غزة .
وطالب الاتحاد البرلماني في بيان له في ختام دورته الحادية والعشرين بفتح المعابر لتسهيل حركة مرور المواطنين والمواد الغذائية والطبية والمساعدات، داعيا الى ضرورة الاسراع في عقد اجتماع لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان لسرعة ايقاف العدوان الاسرائيلي ومعاقبة مرتكبيه.
وطالب اسرائيل بإطلاق سراح جميع الاسرى والمعتقلين المخطوفين من ابناء الشعب الفلسطيني وخاصة اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني.
كما طالب دولة فلسطين بالتوقيع على اتفاقية روما كمدخل للوصول الى محكمة الجنايات الدولية مما يؤهل فلسطين لرفع قضايا ضد مرتكبي جرائم الحرب من ابناء الشعب الفلسطيني ومقدساته.
ودعا الى حشد الدعم الدولي لعقد مؤتمر للدول المتعاقدة على اتفاقيات جنيف لالزام اسرائيل بإحترام وتطبيق هذه الاتفاقيات على الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال وعدم تكرار عدوانها على فلسطين وشعبها.
وندد الاتحاد البرلماني العربي بالتصريحات والمواقف الصادرة عن بعض الدوائر الأميركية والأوروبية المبررة للعدوان الإسرائيلي الإجرامي واعتباره دفاعًا عن النفس، في الوقت الذي تتجاهل فيه أن شعبنا يقبع تحت الإحتلال منذ عقود وأن العدوان الإسرائيلي الغاشم حصد أرواح ما يقارب المئتان من الشهداء وألف وخمسمائة من الجرحى والمصابين جلهم من النساء والأطفال وكبار السن ودمر المئات من المنازل والمؤسسات والبنى التحتية.
وأكد مجددا على ضرورة تشكيل وفد برلماني عربي برئاسة رئيس الاتحاد البرلماني العربي لزيارة عدد من الدول والمنتديات البرلمانية والاقليمية بهدف ايضاح الموقف العربي تجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والعربي الاسرائيلي والموقف الاسرائيلي المتعنت والمراوغ الرافض لقرارات الامم المتحدة ذات الصلة لمبادرات السلام المختلفة ومنها المبادرة العربية للسلام وخطة خارطة الطريق والرباعية الدولية.
ونبه لاستغلال اسرائيل للوضع العربي الراهن بما فيه من اقتتال داخلي وفتن طائفية وعرقية وامنية لها ،مشددا على ان هذا الوضع له دور اساسي في اذكائها بهدف صرف انظار الحكومات والشعوب عما تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلية من انتهاكات خطيرة بحق الشعب الفلسطيني وارضه ومقدساته وما تقوم به من عمليات دؤوبة لتهويد القدس والاستيلاء على المسجد الاقصى وحرمه تمهيدا لهدمه وبناء هيكلها المزعوم على انقاضه ولتعزيز موقفها في المنطقة وتحقيق اطماعها في الهيمنة على ثرواتها ومقدراتها.
وحيا مظاهر التنديد والاستنكار التي تبدت في الشارع الفلسطيني والعربي والدولي ضد العدوان الاسرائيلي الغاشم،مطالبا بالمزيد من اوجه التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه آلة الحرب الاسرائيلية الجهنمية بكل صلابة واقتدار وكرامة.
وناشد الامتين العربية والاسلامية واحرار العالم اجمع تقديم الدعم والمساندة المعنوية والمادية للشعب الفلسطيني بما يعزز من صموده وثباته في ارضه في مواجهة العدوان ومخططات حكومة الاسرائيلية الاحتلالية والتوسعية التهويدية والعنصرية،...كما حيا البيان جميع الدول التي قامت بتقديم مساعدات مالية او عينية للشعب الفلسطيني.
ووجه البيان تحية اجلال واحترام واكبار لارواح شهداء فلسطين والامة العربية الذين قدموا ارواحهم دفاعا عن الوطن ودحرا للعدوان.
وأكد أن العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وما تقوم به آلته العسكرية من قتل وتدمير للمنازل والبنية التحتية وتشريد السكان وما قامت وتقوم به اسرائيل في قرى ومدن الضفة الغربية والقدس من اقتحامات وحملات تفتيش وتنكيل وصلت الى حد خطف الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير وحرقه حيا واعتقالات واعادة اعتقال لاسرى مفرج عنهم ونواب في المجلس التشريعي الفلسطيني انما تهدف مرة اخرى الى كسر الإرادة الفلسطينية وفرض أجندتها التهويدية على القدس ومقدساتها خاصة المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف.
كما أشار البيان الى أن هذا العدوان من قبل اسرائيل يهدف الى ترسيخ مبدأ سلب الأراضي الفلسطينية والبناء الإستيطاني الاستعماري وجدار الفصل العنصري مما منع التواصل الجغرافي ويؤدي إلى عزل القدس العربية عن محيطها الفلسطيني ويفرض على الشعب الفلسطيني العيش في معازل و"باوندوستات" شبيهة بالوضع الذي كان قائمًا في جنوب إفريقيا أيام الحكم العنصري.
وقال الاتحاد البرلماني العربي ان اسرائيل بهذا العدوان تحاول القفز على ما تواجهه حكومة اليمين المتطرف التي يرأسها نتنياهو من خلافات وانشقاقات والتي تهدد بسقوطها، كما تهدف الى إفشال إتفاقية المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام والتي كانت حكومة التوافق الوطني باكورة ثمارها، والعودة بالأمور إلى الوضع السابق التي كانت إسرائيل تعتبره مكسبًا كبيرًا لصالح إدامة احتلالها لفلسطين وشعبها.
وأشار البيان الى أن اسرائيل تحاول تلميع صورتها أمام العالم كدولة ديمقراطية تتماهى مع القيم والحضارة الأوروبية تعيش في محيط عربي غير مستقر وأنظمة غير ديمقراطية، تحاول مواجهة العنف والإرهاب الممارس ضدها، بعد أن اعترى تلك الصورة الكثير من العور نتيجة لانكشاف سياستها التوسعية والعنصرية وإصرارها على الاستمرار في بناء المزيد من المستعمرات والقلاع الإستيكانية على الأراض الفلسطينية المنهوبة، والسعي إلى تهويد القدس وإقفالها بالتالي الباب أمام أية فرصة لحل تفاوضي قائم على مبادئ الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة والمبادرة العربية للسلام وحل الدولتين المجمع عليه دوليا.
--(بترا)