نقترب من ليلة الخشوع الاعظم في ليلة القدر المباركة ولا يدرك عظمتها الا من عرف الله العلي العظيم حق قدره، اما من فاته ذلك فلا نملك الا الدعاء له بالهدى قبل فوات الاوان، ومع دخول ليلة القدر العظيمة تقف غزة واهلها الصابرين تحت نار المحتل غصة في حلوق الجميع ، حيث القتل والدمار واشلاء الاطفال والنساء والشيوخ في مشهد حزن دائم يدمي قلب من لاقلب له ، ويجعل من زاد الافطار وفرحته حالة حزن في ذات كل صائم يستحضر مشهد اخوة لنا يقتلون بدم سمج هم واطفالهم وتهدم مساكنهم فوق رؤوسهم وذنبهم انهم وكسائر شعوب الارض يتوقون الى حياة حرة كريمة لا احتلال ولاحصار ولا دمار فيها ولكن دون جدوى ، فالمحتل الغاصب لا يروق له ذلك ابدا .
في ظلال بركات ليلة القدر المباركة نتضرع الى الواحد الاحد سبحانه ان يرفع الظلم عن غزة وسائر فلسطين المغتصبة ، وان يدحر المحتل الغاصب عنها الى غير رجعة ، فهو وحده سبحانه القادر على كل شئ، وهو وحده جل في علاه بيده ازاحة هذا الكابوس الجاثم على صدر فلسطين واهلها الطيبين منذ عقود طويلة جرب فيها المحتل المسنود بقوى النفوذ الظالمة في هذا العالم كل صنوف القهر والظلم والقتل والتشريد والاستباحة دون ان يرف لما يسمى بالعالم الحر جفن ما دام القتيل والمظلوم والمشرد عربيا ومسلما .
ليس لغزة واهلها الصابرين في هذا الزمان المر الا الله ، ويقينا فمن كان الله معهم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون مهما تجبر الظلم ومهما طغى الظالم وبشر الصابرين ، ولا جدال في ان صبر غزة هذا الاوان ليس كمثله صبر ، ولا جدال في انه صبر عظيم يقض مواجع المحتل ويذهب النوم من عينه ويحيل حياته جحيما بارادة الله جلت قدرته ، ومهما طال ليل غزة فهو نهار في صدور اهلها الصابرين وظلام دامس في صدور غاصبيها وحيرة قاتلة في نفوسهم الظالمة بإذنه تعالى .
اللهم يا من انت العدل ولاعدل سواك ارفع الظلم عن غزة واهلها واجعل نار العدو عليهم بردا وسلاما كما جعلتها على ابراهيم ، واجعلها بداية الخلاص من هذا العدو الذي طال ظلمه وطغيانه فلا رادع ولا قاهرله الا انت سبحانك ، واجعل اللهم ليلة القدر المباركة سببا لهلاكه واندحاره ، آمين آمين يا رب العالمين . والحمد لله رب العالمين .