الجامعة الأردنية .. الرئيس الفرحات يتفوق على الرئيس النسور!
د. وليد خالد ابو دلبوح
17-07-2014 04:56 AM
النسور يرد على الفرحات بتنمية الارقام وعلى المدى القصير ... والطالب الفرحات يرد بتنمية الانسان بالمنطق والفكر وعلى المدى البعيد!
ما أسهل أن تكون رئيسا للوزراء!
يؤلمنا ان نرى سياساتنا الحكومية اليوم لا تزال تتحدث بالارقام فقط لا غير .. موقف يشابه صاحب سوبرماكت ... يعمد على الجلوس وراء "الكاشير" ويرفع الاسعار لسد عجز مديونيته .. بدون سياسة تنمويه ناضجه ...أو فكر مستنير ... أو رؤية ممنهجه مبينية على استراتيجيه علمية .. للتخلص من العجز والهروب من المديونية ...
موقف الحكومه اليوم ... من جميع القطاعات مهما كانت أهميتها ... تتبع نفس نغمة الاسطوانة المشروخه ... ولا أسهل منها ... يا اخوان لا يوجد هناك أموال ... نحن مديونية وعجز ... وعلية نحن مع رفع الأسعار .. ودبرو حالكم .. وهكذا تبني الحكومة "بطولتها" المقنعه على ارزاق الشعب وكدهم وتعبهم ... وديمومتها كما نعلم وتعلم لا تعتمد على الرضى الشعبي اطلاقا .. بل على التقاطعات السياسية مع مجلس النواب .. وسياسات "لوي الذراع" هنا وهناك التقليدية المقززة! وهكذا تدوم وتدوم طول أمد الحكومة هذه على غرار معظم الحكومات التي سبقتها! ناهيك عن دور الاجهزة في حماية هذه الحكومات ليس حبا فيها بقدر حرصهم على استقرار البلاد بغض النظر عن طبيعة الرئاسة ومن يتولاها ومدى نجاحها ... ومن هنا نقول لا يوجد هناك رئيس للوزراء "ذكي" ... هناك نظام ذكي ... وعلية ما أسهل أن تكون رئيسا للوزراء!
أما فيما يتعلق بالتنمية السياسية .. "فهرج" ولا حرج .. باعتمادها سياسة .. س .. س .. س .. ستكون بالعمل على قانون الاحزاب ... ستكون بالعمل على قانون الانتخابات ... بالعمل على قانون البلديات! وفصل السياسة عن الاقتصاد للأسف لا يزال يتبع .. في الوقت الذي نبذ مثل هذه السياسات الرجعية كل الدول التي نشدت وتنشد الرخاء والتنمية والازدهار!
الفرحات .. الانسان أولا .. والرقم عندها سيأتي لا محالة!
من الطبيعي أن ثائر الفرحات رئيس اتحاد الطلبة ونائبة هاشم الحديد ومجلس الطلبة يعيشون بالاردن ويعلمون ما تمر به البلاد في الازمة الاقتصادية .. وفوق هذا وذلك .. يهمهم الانسان والمواطن .. وحرصهم على حقه في التعليم .. وحرصهم على دعم الحكومات للتعليم مهما كان الوضع الاقتصادي خانق ... فلم نسمع ان اوباما ومحافظي الولايات قد قطعوا الدعم عن الجامعات والمعاهد ابّان الازمة المالية التي مرت بها الولايات المتحدة مؤخرا! لامهم ناضجون بكل ما تحملة الكلمة من معنى .. ولانهم يعلمون علم اليقين .. بان الاستثمار بالتعليم والشباب ... هم من سيوقفون الولايات المتحده على قدميها مجددا ولو كان ذلك على المدى المتوسط او البعيد .. نحيي هؤلاء الفتية في فكرهم المستنير وحرصهم على ابناء وطنهم .. والاهم من ذلك التعليم!
الاستثمار في التعليم .. اهم من السردين والخبز ... يا دولة الرئيس!
تشير الاحصاءات ان الدول المتقدمة ما زالت حريصة على الاستثمار في الطلبة والتعليم والبحث والابداع ... الولايات المتحدة لا زالت الاعلى دعما للتعليم تليها كوريا وكندا وتشيلي ... واذا ما استثنينا دعم قطاع الخاص ... تكون فنلدنا والسويد والدنمارك والسويد والولايات المتحده بالرغم من المصائب المالية التي تمر بها .. وفي الاستثمار في الابحاث تكون الدنمارك والسويد وسويسرا .. اما الاكثر تاثيرا فكانت بريطانيا والولايات المتحده وسويسرا .. اما الاكثر نشرا للابحاث والمقالات مقارنه مع عدد السكان فكانت السويد ... وهناك المزيد في فنون الابداع في الاستثمار في الطلبة والتعليم!
اذا ما تبعنا سياسة وعقلية "هدول دول معها فلوس" .. فهذا خطا كبير ... كون الاموال جاءت نتاج ابحاثهم والاستثمارات الضخمة التي زرعوها منذ عقود ذهبت .. اصحابها اليوم تحت التراب .. وانشد ابنائها اليوم يقطفون الثمار!
الخاتمة: الجامعة الاردنية والجامعات الوطنية يجب دعمها .. مهما كانت الظروف!
اتمنى ان يبتعد النسور عن سياسة الجلوس وراء الصندوق "الكاشير" .. والسعي من الان تجاه الاستثمار بالانسان وليس بعد الارقام ... ومن ضمنها الطلبة والتعليم ...
الجامعة الاردنية .. ام الجامعات الوطنية .. بحاجة الى دعم فوري وعلى ارباب العقول تدارك ذلك فورا.. كما واتمنى ان لا تصبح سياسة ومنطق "عد النقود" برفع الاسعر .. نظام الحسبة القديم .. ثقافة تزرعها الحكومة في عقلية جميع مؤسساتنا على حساب الاستراتيجية المبنية على الاسس العلمية .. ونغيب العقل والشهادات التي شقي ابائنا ورائها في الوطن والغربه ... ماذا يهمنا اذا زادت تنمية الاموال فقط على المستوى القصير على حساب تنمية الانسان والتعليم والابداع على المستوى البعيد .. اين النبوغ وأين النجاح هنا؟!!نأمل أن يتدخل هذه النصيحة من باب "الرئه" التي تحدث عنها الوزير محمد المومني لما فيه خير للبلاد والعباد!
استبشر خيرا في شباب اليوم ... اسبشر بأرباب العقول خيرا ... ندعو لهم الثبات ومزيدا من النجاح وحب الوطن والغيرة عليه .. والله ولي التوفيق.