يخرج علينا مسؤول بين حين وآخر بطلعته البهية ، وابتسامته العريضة ، متغنيا بصروحنا الطبية الأردنية ، وبالسياحة العلاجية في الأردن ، وأن الأردن أصبح مقصد كل باحث عن الشفاء من بلاد الأشقاء . لكن هذا المسؤول لا يتلقى أي علاج عند حاجته إليه في أي من هذه الصروح الطبية التي يتغنى ويتغزل بها ، بل يزيد من بُعده عنها في حرصه على مغادرة الوطن لإجراء الفحوص الطبية اللازمة - وغير اللازمة - ويمم وجهه شطر بلاد العم سام أو أي عم آخر من العالم الغربي !! .
كما لا يغيب عن كثير من المسؤولين أن يزجوا النصح لكل مواطن بأن يحرص على أن تكون دراسة ولده في أحد الصروح العلمية الشامخة في الوطن ، ولا ينسى الحض على أن تكون الدراسة في معهد فني متوسط ، تلبية لحاجة الوطن من الأيدي العاملة الفنية المدربة والمؤهلة علميا ، وأن لا داع لدراسة الطب والهندسة لأن " عندنا من الخروب سِدّة مليانة " وبعد مدة نلاحظ أن المحروس ابن معاليه أو عطوفته قد عاد إلى أرض الوطن طبيبا أو مهندسا أو ما هو نحو ذلك ( طبعا على حساب الوطن الكريم ) وأن وظيفة عظيمة الدرجة والراتب بانتظار تشريفه !! .
هل من المعقول أن ينقسم الناس إلى قسمين ؛ أولهما يُعالج وَيدرس أولاده وبناته خارج الوطن ، ويُعين إما خارج الوطن أو داخله دون الحصول على أي خبرات أو مؤهلات تبرر ذلك غير النسب والقرابة أي الوراثة ، عملا بقاعدة ( وليس َمثلْ ) مال بيجر مال و .. بيجر ... " ، وثانيهما مواطن مسحوق عليه أن يثبت حبه للوطن بالغناء للسواعد السمر ، وقصص النشامى والنشميات ، وبالشيح والقيصوم حتى ُقصم ظهره ؟؟ .
دولة الرئيس
معالي الوزير
عطوفة الأمين / المدير العام
سعادة النائب / السفير
كل الأحاديث والخطب والندوات وحلقات البحث وورش العمل لا تساوي شيئا إن لم تكونوا أول من يعمل بما يقول .
haniazizi@yahoo.com