في الأثر، أنه اذا جاء رمضان صُفدِتْ شياطين الجن، بحيث لم يعد لها سبيل إلى غواية الناس، وهذا كرم الهي لا يقدر بثمن، حيث يضعنا الله تعالى أمام امتحان مع انفسنا تتجلى فيه قدرتنا على الصبر والصوم عن كل فعل مشين.
وشياطين الجن والحالة هذه لم يع لها أمل في انجاز مهامها التي قطعتها على نفسها في الغواية وتزيين الشر في هذا الشهر، وعلى ضوء ذلك فإن رمضان خالي نهائياً من وسوسة الشيطان التي تؤدي الى المشاجرات والقتل والدماء التي نشهدها يوميا في رمضان، .
على مر الزمان ونحن نلقي باللائمة على الشيطان في جميع افعالنا المخزية والمشينة ونقول ان الشيطان هو السبب، لكننا في هذا الشهر الكريم لا يحق لنا ان نتهم الشيطان بأي شيء، فهو وذريته لا يشتغلون في رمضان ...حيث قاموا بتسليم الراية لشياطين الإنس .
عاتب علينا رمضان ... وكأني به يقول: أنا ضيف راحل عما قريب، وقد لا يدركني الكثير منكم العام القادم، تستضلون بي لمدة شهر، طوبى لمن أدركني، ندائي يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.... ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟
رمضان عاتب علينا وغضبان أشد الغضب من حالات التشنج والثوران والمشاكل الاسرية التي تحدث في البيوتات قبيل وبعد الإفطار وكذلك من حالات الطلاق الكثيرة بين الأزواج على الولائم وأنواع الطبخات، وحالات القتل التي زادت وتيرتها في رمضان بالأسلحة النارية وغيرها، وحوادث السير والتهور التي راح ضحيتها العشرات في رمضان !!
نحن امام ظاهرة جديدة هي الجرائم الرمضانية والمشاحنات الرمضانية، سببها شياطين الإنس، الذين جعلوا من رمضان شماعة لجرائمهم، وحالات الطلاق التي يقترفونها والسرعة الزائدة والاسراف وازدحام الشوارع والسهر الفاحش لساعات الفجر في الخيم الرمضانية وأرصفة الشوارع والمقاهي .... ويقول: عجبا لكم أيها الناس، ألا تستحيون من شياطين الجن التي لا تعمل في هذا الشهر الفضيل، شياطين الجن يريئة تماما من افعالنا التي يندى لها الجبين حياء ... في إحصائية لمديرية الأمن العام، كشفت أن الأيام الخمسة الأولى فقط من رمضان شهدت 11 جريمة قتل،أصبحت أخبار جرائم القتل والتهديد والعصابات رائجة في أحاديث المواطنين ولقاءاتهم الاجتماعية في رمضان، إلى حد الروايات التي طغت على كثير من الأحاديث والأخبار،الحالة غير طبيعية في المجتمع متمثلة بصور التوتر الاجتماعي والضجر انعكست على تعامل المواطنين مع بعضهم البعض، عبر المشاجرات والعنف الاجتماعي بصورة مرعبة.
أجزم أن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة هي السبب، وانتشار الإحباط الاجتماعي وآفات المخدرات والسياسات الحكومية من رفع الأسعار العشوائي وفرض الضرائب، كلها أدخلت المواطنين في أتون هذا العنف كله، والضحية هو المواطن .