حاله خاصه .. الى اسامه تليلان (فعلا .. انه محيط مضطرب) .. *محمود كساب
mohammad
15-07-2014 04:10 AM
واخيرا عاد طيري يا اسامه .. عاد مهزوما مهيض الجناح مكسور الفؤاد.. عاد ومراره الالم تسحق كيانه وقلبه.. عاد بعد ان صعقته اخر مشاهد الفجيعة للامه العربية.
اسامه انت وحدك يمكن لك بان تحس بنبضات قلبي وتشتت افكاري وارتجاف اوصالي امام هول وبشاعة الحقيقة التي طالما بحثنا عنها وتغنينا بها الليالي الطوال فها هي الحقيقة تطل علينا اليوم.. قسوتها..
وبشاعة فصولها تماما كما كانت بالأمس وكما ستكون بالمستقبل (( القوي يسحق الضعيف)) وليس هنالك حقيقه اخرى كما اوهمنا بها الحكماء ... والشعراء ...والفنانون .. وفلاسفة العصور .. والكتب القديمة.
كان ذلك قبل ان يكتب صديقي اسامة تليلان مقالته الشهيرة ((شرق اوسط في محيط مضطرب) عام 1999 تلك المقالة التي استشرفت فيها كل ما نراه الان ربيعا عربيا ليس بالربيع وتيارات متشددة وتصدع في كيان الدول وغير ذلك مما نعيش اليوم.
اسامه الصديق الوسيم لقد بذلت جهدا كبيرا كي اجمع شتات افكاري وأهدئ من اضطراب مشاعري ليتسنى لي ان ابثك بعضا من هذه الافكار والمشاعر وذلك بما يشبه البوح الجواني.. شريط طويل من الذكريات اراه يمر الان امامي بعض مقاطع هذا الشريط يظهر لي صورا عن تمرد افكارنا آنذاك وانعتاقنا من كل قيد في سبيل البحث عن الحقيقة والجمال.
لم نكن نرى في الافق سوى اشراقه الامل والحلم الجميل وكانت نفوسنا تعج بالتفائل والعزيمة والاقتدار وبعض مقاطعه الاخرى تظهر لي كيف كنا نعتلي اعلى درجات سلم السؤال ونتساءل ونسأل لماذا ولماذا ولماذا؟ ولما كنا نعجز عن ردم هذه الهوه اللانهائية من اللماذات كان ينتابنا اليائس والاحباط ولكننا كنا سرعان ما نعود لصعود سلم لماذا واخواتها دون ان نستسلم للفشل.
كنت اصر عليك بان لكل سؤال جواب واذا ما تعذر ايجاد الجواب فاعلم ان هنالك خطاء في صيغه السؤال وهكذا استمر صعودنا وهبوطنا على سلم اللماذات بدون ان نستسلم للفشل.. كثيره هي المشاعر التي تتلاطم في عمق أعماقي اريد ما امكن ان اطلقها على هذه الصفحة البيضاء من يدري لربما تبقى بعد الرحيل لسنين وسنين؟ تيارات تهب في راسي عنيفة وتختلج في قلبي عواطف وهموم كادت ان تودي بي الى حاله من مرض التوحد .. ما علينا قد تشتد رياح البحر ويعلو الموج فتجنح سفينتي نحو شاطئ مجهول ان حصل مثل هذا لا تقلق ايها البدوي الوسيم تأكد من عودتي اليك واتصالي فيك مهما طالت رحلتي وطولت..
اسامه ان تموت شهيدا من اجل حفنه تراب لها رائحه وطن لا احلى ولا اجمل هذه شهاده تحسب لك اما ان تموت مخنوقا بيد هذا الوطن فهذه اسطورة سوداء... ملحمة فيها قمه ...المأساة.
اول ما تعارفنا كان يحيرنا جواب لسؤال ..طيب اذا كنا قد تخلصنا من الطغاة فمن اين جاء الغزاة؟ وضاع الجواب في رياح الارض الأربعة.. كنا نرى الاوطان صروح من البنيان لا ينالها احد ولا يطال عزها احد .. وعندما تطور فكرنا وغاص في اعماق محيط السؤال اكتشفنا بانها صروحا من خيال وسراب .. وانها فقط اوهام تعيش في خيالنا لوحدنا.. وها نحن الان نرى كل ما يحيط بنا وما هو حتى خارج حدود بلادنا ونسمع عن كل ما يقال من هنا وهناك فنصل في النهاية الى حقيقه تقول بان كل ما تراه العين وتسمعه الاذن سياسيا وشخصيا يدفعك الى الاختناق وربما الى جلطه دموية وذلك في لحظه....غضب.
فعلا اسامة ما نراه اليوم محيط مضطرب كنت قد كتبت حروفه في مقالتك قبل عقد واكثر من الان... فمن يدري الى اي الشواطئ سوف تستقر فينا السفن.