غزوة بدر الكبرى تجسيد للشورى وصورة مشرقة للصبر
14-07-2014 07:24 PM
عمون - زياد الشخانبة - جسدت غزوة بدر الكبرى التي نعيش ذكراها في هذا الشهر الفضيل مبدأ الشورى بين القائد والجندي , وكشفت صدق الايمان , والاخلاص والثبات على الحق.
علماء في الشريعة قالوا ان هذه الغزوة اظهرت اهمية الصبر في الحياة والذي جسده صحابة رسول الله عليه افضل السلام تجسيدا عمليا يدل على حقيقة تربية النبي لاصحابه .
واضافوا لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان غزوة بدر هي عنوان للتضحية والصبر والإيمان ومثال تنظر إليها الأمة كلما ادلهمت الخطوب وقلت عدتها لانها اذا امتلكت قوة الايمان والارادة يكون النصر لها .
رئيس قسم اصول الدين في كلية الشريعة بالجامعة الاردنية الدكتور عطالله المعايطة قال ان غزوة بدر الكبرى سماها الله سبحانه وتعالى بيوم الفرقان حيث فرقت بين الحق والباطل , بين دولة الاسلام الفتية وقريش ومن ماثلها .
واضاف ان ارادة الله كانت بأن يخرج المسلمون بعدد محدود لا يتجاوز 314 من خيرة الصحابة الذين نصرهم الله لانهم نصروه وساروا على هديه , ولصبرهم وجهادهم وطاعتهم لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي وقف يقول لهم أشيروا علي أيها الناس فقال له الحباب بن المنذر رضي الله عنه امض يا رسول الله والله لو أنك خضت بنا برك الغماد لخضناها معك والله لا نقول لك كما قالت اليهود لموسى اذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن نقول لك إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فقاتلوا عن يمينه وشماله وأمامه ومن خلفه وهم واثقون تمام الثقة بأن جهادهم جهاد حق.
واشار الى ان غزوة بدر عنوان للتضحية والصبر والإيمان , ففيها كسرت شوكة الشرك , وكانت فارقة حق أكرم الله سبحانه وتعالى بها النبي والمسلمين بالنصر والعزة .
واوضح الدكتور المعايطة ان غزوة بدر أصبحت مثالا تنظر إليها الأمة كلما ادلهمت الخطوب وقلت عدتها وعددها لانها اذا امتلكت قوة الايمان والارادة يكون النصر لها, ففي كل الوقائع التي خاضها المسلمون تجدهم يشيرون الى هذه المعركة الفاصلة التي فرقت بين الحق والباطل وان النصر من عند الله يهبه لمن يسيرون على هديه ويتمسكون بكتابه وسنة نبيه .
استاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة مؤتة الدكتور نايل ابو زيد قال ان غزوة بدر الكبرى هي اول معركة بين النبي عليه الصلاة والسلام والمشركين وذلك بعد هجرته الى المدينة المنورة حيث عز الله سبحانه وتعالى بهذه الغزوة الاسلام رغم قلة العدد والعدة وكثرة المشركين وسلاحهم إلا ان العزة والنصر كان للمسلمين .
واضاف ان غزوة بدر اثبتت ان الدين الاسلامي ما جاء ابدا لإراقة الدماء كما يقول بعض المغرضين بل جاء للخير والنماء وذلك عندما حرص النبي عليه السلام بالاخذ برأي ابو بكر الصديق الذي دعا الى عدم قتل الاسرى وطلب الفدية فقط .
وقال ان غزوة بدر كشفت لنا الصادق من غير الصادق وبينت اخلاص الجند لرسول الله صلى الله عليه وسلم والذين افتدوه بالغالي والنفيس وهنا تجلت العلاقة الوطيدة بين القيادة والجندية كما جسدت غزوة بدر مبدأ الشورى والذي كان حاضرا في مختلف مراحل الغزوة منذ التخطيط لها وحتى نهايتها حيث كان النبي يأخذ بآراء الجنود
من المهاجرين والانصار ويشاورهم حتى اثناء الجهاد وذلك يعلمنا ان لا تعنت بالرأي .
وبين الدكتور ابو زيد ان الرسول ورفاقه من المسلمين نفذوا الخطط العسكرية المحكمة لا سيما ردم آبار بدر
بعدما ارتوى جيش المسلمين منها وبشكل كلّي، وأخذ الاحتياط من المياه عند السّاقة , كما علمتنا الغزوة ان يكون المؤمن صابرا ثابتا ذا عزيمة وان الصيام يزيد المسلم صبرا ومنعة وقوة .
مدير اوقاف محافظة الزرقاء جمال البطاينة قال : نجد البعض هذه الأيام يغضب لأقل الأسباب بحجة أنه صائم , وهنا نستذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم حينما كانوا يصارعون قوى الشر والشرك والظلام في معركة بدر الفاصلة والفارقة التي فرقت بين الحق والباطل وكانت في شهر رمضان.
واضاف ان هذه الغزوة صورة واضحة ومشرقة للصبر والتضحية أرادها الله عز وجل أن تظهر الحق وتبطل الباطل .
واوضح ان الله تعالى أراد أن تكون هذه المعركة فرقانا بين الحق والباطل , بين الظلام والنور , بين العدل والظلم وان تكون مثالا يتعلم منه المسلمون الدروس والعبر في ظل الفرق الشاسع والكبير بين صيام المسلمين آنذاك والذي كان جهادا ومجاهدة وصبرا وتضحية وبين صيامنا اليوم الذي يتخلى البعض منا عن صبره وحلمه ويخرج عن طوره بحجة أنه صائم .