هل ما يحدث في العراق كان متوقعا .. ؟ وأسئلة لا بد منها!
نوال عباسي
13-07-2014 06:14 PM
بالكذب حاصرت أمريكا ألعراق حصاراً طويلاً جائراً وظالماً، لعلها تفكك بحصارها الدولته القوية المتماسكة لكنها فشلت.. فحشدت أكبر وأعتى قوات عسكرية متطورة في الجو والبحر وعلى حدوده لتدميره.. ولقد جيشت أصدقاءها وبيادقها وعملاءها ومرتزقتها وتجار الحروب وغزته وبالقوة..
إن عراق صدام كان سداً منيعاً في مواجهة الإمبرياليين والصفويين والصهاينة، وكان البوابة الشرقية التي تدافع عن الوطن، وبعد غزوه فتحت أمريكا الأبواب على مصاريعها للصفويين والصهاينة والطامعين للعبث بالعراق أرضاً وشعبا ًوتراثاً وثروات.. ولقد زرعت الطائفية بين أبناء الشعب الواحد.. وغذتها بالتحيز إلى الذين تعاونوا معها في غزو أرض بلاد الرافدين، امثال المالكي والجلبي والأعرجي والملالى والسيستاني وغيرهم من العملاء بائعي وطنهم .. ولقد أبعدت أمريكا السنة والشيعة وغيرهم من الطوائف لمعارضين لاحتلال بلدهم عن السلطة..
وتركت المأزومين المالكي وزمره يعيثون فساداً بالبلاد وبالعباد.. فحدث إقصاء وحرمان وظلم على العراقيين خاصة على البعثيين منهم.. وكان قانون إجتثاث البعث الظالم الذي شرعه السفير بول بريمر.. ولقد أعدم الطغاة أعداداً من رموز البعث.. منهم الشهيد صدام حسين.. واعتقلوا عشرات الألاف من البعثيين ومن أبطال العراق المعارضين لعيشة الذل والهوان.. وكان حلّ الجيش العراقي والمؤسسات الأُخرى وتشكيل ميليشات تابعة وخادمة للعملاء وليس للشعب يشكل الطامة الكبرى للعراقيين.. كذلك كان توظيف العملاء في أجهزة الحكم وإبعاد الشرفاء عن المناصب الحكومية.
هدفاً لحكومة المالكي المأزومة.. وكانت انتهاكات لحقوق الإنسان غير مسبوقة بالعالم.. ووقعت اغتصابات في سجن أبو غريب و أماكن أخرى تم التستر عليها.. وثمة دستور عراقي كتبه الصهيوني نوح فيلدمان، لا يعترف بعروبة العراق و العراقيين.. ويدعوا إلى تقسيم العراق.. وثمة أكبر قاعدة تجسسية في العالم تحت إسم السفارة الأمريكية.. وثمة فساداً مستشرياً على أرض العراق.. وثمة صفقات أسلحة وهمية كاذبة.. وثمة تهريب للأموال العراقية خارج البلاد.. وثمة ميليشيات وليس جيشاً لخدمة المشروع الصفوي تأمر وتأتمر وتنهي في العراق.. وثمة وحشية النظام الفاسد.
ومحاولات لتجريد العراق من حضارته الإنسانية، ومن عروبته.. وثمة تعطيلاً لمؤسساته المدنية والقضائية، وحرمانا للناس من حقوقهم .. كالعدالة والعدل في توزيع المناصب والثروات.. وثمة تكميماً للأفواه.. وثمة اعتصامات سلمية في عدة محافظات طالب المشاركون فيها بحقوقهم التي حرمهم منها المالكي، وبحقهم في العيش على أرضهم بكرامة.. ولكن المالكي لم يستجبب لأي من مطالبهم.. فثارت الأرض ومن عليها بوجه ذاك الطاغية.
أجل ثارت الأرض ومن عليها.. بعد الظلم الذي وقع على أهلنا في العراق، وخاصةعلى البعثيين الأبطال.. على كل عراقي يرفض الذل والهوان، وثارت عشائرالمحافظات المحرومة من أبسط حقوقها الإنسانية والوطنية ولكن بعد أن طفح الكيل منذ الإحتلال ولغاية الأن .. أجل انتفضت المحافظات وبمشاركة إثني عشر فصيلاً على حكومة الطاغية المالكي.. وشارك في الثورة ضباطاً وأفراداً من الجيش العراقي السابق وشكلوا مجلساً عسكرياً, كذلك يشارك في الثورة المجيدة مجموعات كبيرة من البعثيين الذين قاوموا الإحتلال منذ وقوعه..
يقودهم المناضل الفذ عزة إبراهيم الدوري، ويشارك في فيها رجال العشائر الشرفاء، كذلك يشارك في الثورة بعض الفصائل المتواجدة في العراق، وحين وجدت الفرصة سانحة للعمل العلني نزلت إلى ساحة الثورة.. ومع الأسف من ضمنها داعش التي عليها علامات إستفهام لأنها بمشاركتها تحاول تشويه الثورة التي لايفرق القائمين عليها بين عراقي وعراقي أو بين طائفة وطائفة.. أيضاً فهم لا يناضلون ألا من أجل تحرير العراق.
أحد الإخوة الثوار هاتفني من الموصل، وقال: العراقيون سمقاومون أي إحتلال للعراق، و إن أي إنسان لا يحمل الجنسية العراقية أو العربية ومتواجد على أرضنا يعد غريباً.. وأي فتاوي سستانية لحماية الأماكن المقدسة من غير العراقيين تعد باطلة وتدخلاً أجنبياً في بلدنا.. وأي طرح لتقسيم عراقنا حتماً سنرفضه .. وأي هزيمة للمشروع الصهيوأمريكي سنسطره بسواعدنا.. ونحن نسطر قادسيته العراق الثالثة هذه الأيام ولا تخافوا علينا فتحرير العراق بات قاب قوسين لا بل أدنى.. لقد اإستبشرت خيرا بما قاله الأخ الموصلي.
وبما إنني لم استطع كتابة المآسي التي سببتها أمريكا للعراق وللعراقيين منذ غزته ولغاية الأن.. ولم أستطع أن أعدد الجرائم التي ارتكبها المالكي وزمره بحق العراقيين لغاية الأن أيضاً.. ولا أقدر أن أحصي أعداد الشهداء والجرحى والمعاقين والمعتقلين والأيتام والهاربين من الموت على أيدي المالكي وميليشياته وزمره .. أو أن اُحصي أعداد الذين أعدمهم المالكي دون محاكمة.. أو أن أتحدث عن سياستة الهادفة إلى إرجاع العراق إلى القرون الوسطى بعد أن نهض علمياً وصناعياً وتكنولوجياً وعسكرياُ وثقافيا..أقول: الكتابة عن جرائم الحرب التي اُرتكبت بحق.
العراقيين تحتاج إلى مجلدات ولا يتسع المجال لي للكتابة عن مآسي العراق في هذه العجالة .. لكنني اود طرح اسئلة على المتابعيين للظلم والتجبر والفتك الذي أحاق بإهلنا في العراق:هل ما حدث في العراق كان متوقعاً..؟ وهل الثورة ستتمدد إلى المنطقة (الغبراء) الخضراء وتحطم بيادق الإمبرياليين..؟ وهل ستثور بقية المحافظات وستمتد الثورة من البصرة إلى بغداد..؟ وهل الذين جاءوا على ظهور دبابات الغزاة سيعودون إلى جحورهم عما قريب..؟ وهل العرب سيتركون الثوار وحدهم ولا يدعمونهم على الأقل إعلاميا لأن الطغاة سيحاولون القضاء عليهم بذريعة مكافحة
الإرهاب ..؟ أم هل سيقفون مع المالكي كما وقفوا مع أمريكا حين غزت العراق..؟