"الحسن" يحذر من الفراغ السياسي وتتابع الازمات في الشرق الاوسط
السفير الدكتور موفق العجلوني
13-07-2014 06:03 PM
في مقابلة مع برنامج Connect the World الذي تقدمه السيدة بيكي أندرسون على شاشة CNN قال سمو الأمير الحسن بن طلال إن منطقة الشرق الأوسط بشكل عام تعاني من فراغ سياسي وتتابع الأزمات، وإنها بحاجة لسلام دائم يضمن لها الاستقرار مستقبلا، وهو أمر طالبت به المملكة الأردنية الهاشمية منذ نحو مائة عام.
و اضاف سموه أنه من المستحيل الحديث في هذا الموضوع بعد سقوط 80 قتيلا في غزة، واستمرار عمليات القتل في العراق وسوريا. بنفس الوقت تساءل سموه حول إمكانية الجلوس على طاولة المفاوضات والحديث حول السلام، على وقع صوت طلقات البنادق، ومشاهد القتل والتدمير.
هنا لست في مجال كيل الاطراء و المديح لصاحب السمو الامير الحسن , فسمو الامير اكبر و اجل من اي مديح او اطراء و يعجز الشعراء و الادباء و القادة و السياسين و الزعماء عن اعطاء صاحب السمو الامير الحسن حفظه الله ورعاه حقة من الفطنة و الذكاء والعلم و الفكر و السياسة و النباهة و القيادة و الزعامة و بعد النظر و الكياسة و الادب و الذوق و الخلق الرفيع و التواضع , و انني اتحدث حقيقة عن تجربة عن قرب من سمو الامير الحسن في العديد من المناسبات و اللقاءات و المؤتمرات و الندوات و المحاضرات و خاصة خارج الاردن , و يعجز المحللون و النقاد و الفلاسفة و اصحاب الفكر و المعرفة عن الوصول الى بعد نظر و فراسة سموه و التقييم الدقيق لواقع و مستقبل منطقة الشرق الاوسط و العالم , فسموه الشقيق و رفيق درب جلالة المرحوم الملك الحسين طيب الله ثراة لعشرات السنوات و سموه العم الغالي لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله و سموه محبوب الاردنيين ومعشوقهم , و سمو الامير المدافع عن الاردن و الاردنيين في كل المحافل منذ ان تولي زمام المسؤولية الى جانب المرحوم جلالة الملك الحسين وسموه الاقرب لابن اخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين و هو الوفي للعائلة الهاشمية و لكل الاردنيين و العرب و المسلمين و صاحب الفكر الانساني و الذي يشهد له القاصي و الداني .
عندما يتحدث سمو الامير باعتقادي على الجميع ان يصغي لما يقول سموه , و ان يأخذ العالم ما يعنيه من كلام دقيق و له دلالته و معانيه و ابعاده , و عندما يحذر سموه من مخاطر سياسية و اقتصادية وعسكرية و انسانية و فراغ سياسي و تتابع للازمات في الشرق الاوسط يجب على العالم ان يفكر بحديث سموه و يعمل على اخذ ما يقوله سموه على محمل الجد , لان العالم الان و خاصة في الغرب يفتقر الى قيادة سياسية و فكرية بحجم سموه , و هو الهاشمي الشجاع و العالم بخفايا الامور والقادرعلى التحليل وضع الامور في مكانها الصحيح .
و حول تعليق سموه بخصوص تهديد الجماعات المسلحة للاردن قال : "نحن نتحدث عن بلد تصل فيه نسبة السكان تحت خط الفقر إلى 14 في المائة، إضافة إلى استقباله الملايين من اللاجئين، وبالتالي فإن الأردنيين يتشاركون في مواردهم الأساسية مع السوريين والعراقيين والفلسطينيين." على العالم ان يعي معنى هذا الكلام ولان الاردن يشكل نقطة الارتكاز للامن و الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط , فعلى العالم ان يعى ما يتحمله الاردن من تبعات نتيجة النزاعات الداخلية لدول الجوار و توقف عملية السلام و التي هي نتاج صراع دولي , والاردن يتحمل تبعاته نيابة عن العالم وبالتالي على العالم ان يعي النتائج المترتبة على الاردن و التي من باب الاولى ان يتحملها المجتمع الدولي وعلى الاخص الولايات المتحدة الاميركية , لان الصراع في المنطقة اصبح صراعاً دولياً و على راسه توقف عملية السلام و ما يتمخض عن ذلك ما يجري الان من قتل و دمار في غزه و ما يدور في سوريا و العراق .
و حول الدور الذي يمكن ان يلعبه الغرب في الأزمات المتلاحقة على المنطقة ، اشار سموه الى إن الحل الأفضل هو سحب البساط من تحت الجماعات المسلحة، علاوة على وجود مشاكل أخرى تهدد المنطقة أيضا كأزمة المياه التي قد تؤدي إلى تشريد الملايين في مصر والعراق . و من هنا يرسل سموه رسالة تحذير الى المجتمع الدولي و على راسه الولايات المتحدة بضرورة إعادة تقييم الأزمات بناءاً على المناطق التي تعاني من هذه الأزمات وطبيعتها وليس على كيفية التدخل .
سمو الامير الحسن , ستبقى يا سيدي منبع العطاء الفكري والانساني لا خدمة للاردن الذي من اجله عشتم وضحيتم فحسب، بل خدمة للانسانية جمعاء التي لا يختلف اثنان على أن سموكم احد ابرز رموزها واكثر عناوينها حضورا و تميزاً على المستوى المحلي و الاقليمي و الدولي ، فانتم دائماً يا سيدي القدوه و الانموذج و المثل الاعلى لاهل الحكمة و الفكر والعلم والرأي والسياسة و الاقتصاد و المعرفة بلا منازع .
وهذا ما املاه الواجب علي بتواضع واستحياء ان اعبر عن ما يجول في خاطري تجاه سموكم و ما تحملونه من هم الاردنيين و العرب و المسلمين و تسعون جاهدين لارسال رسالة سلام للعالم ان منطقة الشرق الاوسط تستحق الحياة و ان يعيش اهلها بامن و سلام لا يخافون من عطش او جوع او فقر او بطالة وان يعود المهجرون والنازحون واللاجئون الى بيوتهم واوطانهم , و ان هذا العالم يتسع للجميع فيما اذا طغت الحكمة والعقلانية و الانسانية على افكار اهل السياسة والقادة واصحاب القرار وان يكون الحكم هو التفاهم و الحوار و العدل و الجلوس على طاولة المفاضات لا حديث التهديد و القتل و الدمار و التدخل العسكري و القصف بالمدافع والقنابل والصواريخ و الطائرات .