ولا تزال مسيرة الاصلاح التربوي مستمرة
عريب الخطيب
13-07-2014 05:36 PM
بعد أن أنهت وزارة التربية والتعليم إجراءات إمتحان الثانوية العامة وأعادت المصداقية والشفافية له,وبعد أن حققت نجاحاً باهراً تجاوزت نسبته 95 % حيث عزز الامتحان مفهوم العدالة والمساواة والشفافية والنزاهه التي أطلقها جلالة الملك ,وتفاخَر أبناء الوطن بمستوى النجاح وكذلك وصلت سمعته الى الدول المجاورة والمحيطة بنا وتباهى الجميع بتلك السمعه الطيبة بعد أن تم ضبط عملية الغش فيه وحقق الذنيبات خطوة رائدة في إعادة الهيبة للامتحان وهذا ما أسعد الجميع بعد أن سمعوا بضمان مبدأ العدالة والمساواة وتطبيق ذلك على أرض الواقع حيث ساعد في نجاح هذه الاجراءات تكاثف جهود مؤسسات الدولة وجهود المجتمعات المحلية مما أعاد الثقة في نفوس المواطنين والأهالي والطلبة بالإمتحان الوطني.
ولم يكتفي الذنيبات بهذه الخطوة ,فلا تزال مسيرته مستمرة في إصلاح الترهل في قطاع التعليم ,والكل يلاحظ ويدرك قيمة الجهود التي يبذلها وزير التربية للوصول بتغييرات إيجابية نحو تجويد مخرجات التعليم العام حيث تم إعداد خطة تطوير متكاملة تحتوي على ثلاثة محاور أساسية تشكل في مجموعها إنطلاقه أخرى لمزيدٍ من الإصلاح التعليمي وتطوير قدراته لخلق جيلٍ متمكنٍ قادر على تقديم الافضل للوطن والسير به الى طريق التقدم.
ومن ضمن مسيرته الإصلاحيه ,وضع مناهج جديدة للصفوف الثلاثة الاولى حيث ستطبق في بداية العام الدراسي القادم وسيتم تدريب ما يقارب "18" ألف معلم على المناهج الجديدة وسيتم تخصيص حصتين لتحسين القراءة العربية وحصتين للنسخ أو الكتابة وكذلك حصتي نشاطات علاجية يجتمع فيها مدير المدرسة والمشرف التربوي ومعلم المادة لوضع خطط علاجية للمشاكل التي يمر بها الطلبة داخل الحصة الصفية,وهذا الأمر يضمن أن لا يتخرج طلبة الصفوف الاولى دون قراءة أو كتابة خاصة بعد تطبيق هذه الإجراءات.
وكذلك سيتم العمل على تطوير وتحديث المناهج والتركيز على نوعية المحتوى وترابطه بما يتفق مع معطيات البناء الحديث للمناهج في الدول المتقدمة.
ومن الخطط الإصلاحية التي يركز عليها الذنيبات ,إستحداث صفوف رياض الأطفال في المدارس الحكومية والتي تم فتح العديد منها في مختلف مناطق المملكة لتحقيق مبدأ تساوي الفرص التي يأخذها طالب المناطق التي لديها رياض الاطفال والمناطق النائية التي لا يوجد لديها ذلك.
وما حققته المسيرة فيما يتعلق بالترفيع التلقائي حيث شددت الوزارة على تعديل التعليمات الناظمة به, وأعادت مبدأ النجاح والرسوب من الصف الرابع وحتى الثاني الثانوي إعتباراً من العام القادم.
وفي خطوة رائدة لم يسبق أن شهدتها وزارة التربية والتعليم ,نرى جُلَ إهتمام الوزير بالمعلم وإختيار الكفاءات في التعيين خاصة بعد الدمار الذي أحدثته اللاكفاءات في الميدان التربوي ,فأتخذت الوزارة قراراً بإخضاع المعلمين المرشحين للتعيين لإختبارات قدرات في المادة التي يحملون التخصص بها ,فإن إجتاز المعلم الإختبارات يتوجه الى تدريب نظري ولمدة شهر ,وتدريب آخر ولمدة شهرين في المدرسة ثم يتم تقييم ذلك المعلم بعد عملية التدريب وبناءاً على تقييمه يتم تثبيته أو إعادته الى ديوان الخدمه المدنية مرة أخرى,وهذه الخطوة الرائدة وبالتأكيد ستعيد للتعليم هيبته وقوته من خلال إختيار الكفاءات المناسبة للتعليم.
ونثمن جميعاً قرار الوزير بفتح أبواب عدد لا بأس به من المدارس الحكومية ومن الساعة الثالثة الى الساعة السادسة مساءاً لإعطاء حصص دروس تقوية للطلبة وهذا يخفف من الأعباء المادية عليهم وعلى أهاليهم.
هذه الحركة التصحيحية والتي يقودها الذنيبات في التعليم,لفتت الأنظار جميعها ونالت قبولاً عند الغالبية العظمى من أبناء الوطن والأهالي والطلبة والمسؤولين ,حيث توغل وزير التربية في الأسباب التي أدت الى تراجع التعليم وأدت الى هذا الترهل في الحركة التربوية والتعليمية وتوقف عندها,ودرس كل مفصلٍ من مفاصلها ,بما فيها من إيجابيات وسلبيات فوظف تلك الإيجابيات, ومنجزات الماضي والحاضر لبناء مستقبل وفق نظرةٍ أصلاحية منفتحة ومطلعة على الممارسات المثلى في المجتمعات الأخرى والمتقدمة.
ولكن تبقى بعض الاسئلة التي يطرحها الجميع وكل من له علاقه بالشأن التربوي"هل ستقف مسيرة الاصلاح عند هذه الأمور أم أن هناك الكثير لا يزال أمام وزير التربية والتعليم بحاجة الى متابعه ووضع حدٍ مفصلي لها مثل التشويه الكبير في الهيكل التنظيمي للوزارة والمهام المتشابهه بين بعض الاقسام والمديريات المختلفة خاصة تلك التي إستُحدِثَتْ خصيصاً لأرضاء أفرادٍ في الوزارة,أو كذلك المتعلقة بالتدقيق المالي والرقابة المالية وتشابه مهامهم؟؟؟؟؟؟وهل سيتمكن الذنيبات من تحقيق نسبه أكبر من الفاعلية في التواصل بين المركز والميدان؟؟؟وماذا بشأن إدارة التعليم الخاص التي تم بعثرتها سابقاً وإختلاط وثائقها فهل ستبقى إدارة أم ستتحول الى مديرية تربية؟؟؟؟؟؟وهل سيأتي لنا الذنيبات بخطوات إصلاحية جديدة نرى أثرها الكبير في تقدم التربية والتعليم بحيث يحقق إصلاحاً شاملاً في النظام التعليمي ننافس فيه أنظمة تعليمية يشار لها بالبنان لنجاح تجاربها التعليمية في دولٍ متقدمة مثل فنلندا وكوريا الجنوبية مثلاً؟؟؟؟؟".