مسؤول البشكير ومدير الكاسات !
سميح المعايطة
13-07-2014 04:44 AM
تتابع الأحداث وتداخل المشاهد في دول المنطقة حولنا تجعل البعض يشعر انه يشاهد عددا من المسلسلات معا فلا يدري هل هو مسلسل سوري او يمني او مصري او مسرحية ليبية او مسلسل عراقي وآخر خليجي . وكلها المسلسلات بلا نهايات وبلا حلقة اخيرة حيث اعتدنا ان تكون الحلقة اﻻخيرة بوابة الفرح فاﻻشرار يموتون واﻻخيار ينتصرون. والبطل يتزوج البطلة وغيرها من مشاهد انتصار الحق على الباطل .
مايجري في دولنا ومحيطنا العربي فيه ابعاد داخلية تخص الناس الباحثين عن انصاف ومحاربة فساد، لكن فيها قواسم مشتركة وفعلا للكبار من الدول، وهناك بعض صغار من الدول التي ﻻتملك الفعل لكنها تبحث عن لفت انتباه وتقبل بأي دور فيه صخب حتى وان كان دورا قذرا وحتى لو كان ضد من يفترض انهم اشقاء، وهناك دول يقع عليها التآمر وتكون محل محاوﻻت العبث، القوي منها يتماسك ويخرج من المراحل الصعبة، والضعيف يتعثر لفترة او يتبعثر ويكون الهدف السهل .
وفي خارطة الدول نقاط ضعف داخلية من مشكلات اقتصادية او تفكك داخلي فضلا عن الطابور الخامس واصحاب كلمة الحق التي يراد بها كل انواع الباطل .
قراءة مايجري حولنا يجب ان ﻻتغيب فيها قراءة المشهد الكلي ، ويجب ان ﻻننسى معارك الدول الكبرى ومصالحها على النفوذ، كذلك مصالح كيان اﻻحتلال ومصالح دول اﻻقليم من ايران وتركيا . وايضا النهايات التي يريدها اللاعبون الكبار لبعض انظمة الحكم والجغرافيا .
لكن أسوأ اﻻدوار لأولئك الذين يقبلون باقذر الأدوار فاتورة لقبول الكبار منحهم مساحة في المشهد، والبعض تراه يتحرك وتعتقد انه ﻻعب مهم لكنه ﻻيزيد في اهميته عما نراه في مناسباتنا من اشخاص يقفون قرب طاوﻻت الطعام يحركون كاسة الماء من مكان ﻻخر دون سبب او ينادون على اﻻطفال بأوامر يعتقد قليل الخبرة ان عدم اﻻستجابة لها سيفسد المناسبة او يتحرك بين الناس وكانه الآمر الناهي، او ينادي على من يحمل البشكير بان يعطيه لفلان او علان .
بعض الدول تحاول القول أنها مهمة، وبعضها دول كبيرة فاعلة وبعضها يقبل بأسوأ المهمات ثمنا ﻻن يكون حاضرا، والبعض مدرك لكل مايجري لكن امكاناته ﻻتسعفه ليكون في اول الصفوف لكنه يضع لنفسه اولويات ويحدد اهدافا يسعى لتحقيقها، وهناك دول تملك التأثير لكنها ضعيفة التدبير او بطيئة في فهم مايجري واتخاذ القرار. لكنها إن تماسكت كانت فاعله . لكن أسوأ واضعف الدول التي تغيب عنها الحكمة وتفتح شهية خصومها للعبث بها وتكون ساحة حتى لحَمَلة البشاكير من الدول او للدول التي تقدم نفسها ﻻقذر اﻻدوار وحتى للدول التي ﻻتزيد اهميتها عن اهمية محركي كاسات المياه .
مهما تكون المراحل صعبة وغامضة فان معيار نجاح الدول ان ﻻتكون ضحية لتداخل المشاهد والألاعيب وان تبقى متماسكة حتى تزول العاصفة.
(الرأي)